رأي

وقفات تأمليّة في العام الجديد ..

حضرموت حُرّة/بقلم: أحمد باحمادي


أَنْ تُقرّرَ أن تتغير .. فليس لذلك زمن محدّد ولا موسم مخصوص ولا حتى أيام معلومة أو ساعات معينة ..

يعترف الكثير منّا أنه غارق في حمأة الغيّ والغفلة .. ومغطى بأوحال المعاصي والشهوات وملطخ بأوضار الآثام والعصيان .. لكن إلى متى ويتوقف كل ذلك الهراء الذي نحن فيه ..؟!

لماذا لا يكون عامنا الجديد هو خير محطّة نبدأ فيها بتصفير عدّادنا المليء بما ذكرتُ آنفاً وبما هو أسوأ منه .. فأيام العام القادمة خير مُعين لنا على تسديد الطريق .. وكما قيل : من كانت مطيّته الليل والنهار سِير به وإن لم يسِرْ، فإن الليل والنهار مطيتان تقرّبان كل بعيد وتبليان كل جديد، وتأتيان بكل موعود ..

لنتدارك ما تبقى لنا من أيام في هذه الحياة فما أسرع انقضائها .. نراها تمضي سريعة دون انتظار أو اسئذان من أحد .. تسعى مهرولة دون أن نشعر بها .. نسمع بين الفينة والأخرى من يغادرون الحياة وهم في مثل أعمارنا بل وأصغر .. حتى صرنا نسمع في أوراق الوفيات التي تُتلى في المساجد بعد الصلوت عن موت شباب وفتيان وأطفال في عمر الزهور ..

أما ما نراه على شاشات الفضائيات ونطالعه في الجوالات فموتٌ بالمئات بل بالآلاف في كل لحظة .. هلاك عظيم وإبادة بشريّة على يد الظلمة الكفرة الصهاينة وهم يحصدون إخوتنا في غزة كل حين ..

لا ندري ما الله صانع بنا في قادم أيامنا وما سيقضي به لنا أو علينا من مقادير .. لكن ينبغي أن نكون على مستوى الابتلاء ـ إن كان ثمّة ابتلاء ـ ونقف وقفة تأمل وتدبّر كيف يستطيع هؤلاء المؤمنين الذين نرى مواقفهم ونسمع منطقهم أن يكونوا على هذا المستوى من الثبات واليقين ..

يجب أن يلفت انتباهنا تساؤل مهم : ماذا لو كنّا مكان أهل غزّة .. وما الرصيد الذي سيجعلنا على مثل ما هم عليه من ثبات ويقين ..؟!! .. فنحن مقصرون تجاه بعضنا في الرخاء قبل الشدّة .. وإن أصابتنا لأواء بسيطة رأيت الجار ينكر جاره .. والقريب يحرم قريبه حفنة دقيق ..

بل ربما سعى إلى انتزاعها منه رغماً عنه في تصرّف هو إلى العنف والتوحّش أقرب .. حتى قال لي أحدهم يوماً وقد أخذته علائم الاستغراب والدهشة : ( ماذا سنفعل في بعضنا إن أصابتنا يوماً ما مجاعة كبيرة ـ لا قدر الله ـ ؟!! ) ..

عجباً لأفعالنا في هذه الحياة !! .. يخدع بعضنا بعضا وينافق بعضنا بعضاً ويذيق أحدنا أخاه غصصاً من البؤس والقهر .. نتقاتل فيما بيننا كل في سبيل مصالحه وأنانيته ومن أجل ان يحظى على أكثر لذة أو متاع .. ونظن ـ بعد ذلك ـ أننا نحسن صنعاً ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى