رأي

من ( البترول الأحمر ) .. إلى ( البصل الأحمر )


حضرموت حُرّة/ بقلم: أحمد باحمادي


فئة غير قليلة من المساكين استغنَوا عن الطماطم ( الحبوب ) وتخلَّوا عنها لغلاء أسعارها .. وصاروا يستخدمون طماطم ( القصاع ) للصبغة بس .. يعني لحسة من طرف القصعة ليس أكثر.

البصل وباعتباره مقوّماً بل مكوناً أساسياً من مكونات ( التكشونة ) التي أصبحت تدخل في أغلب أكلاتنا ( البسيطة ) لا تنفع معه ( لحسة ) ولا ( لحستين ) .. وبالمختصر المفيد : لا ( تكشونة ) إلا بالبصل.

في الوقت الحاضر نجدُ البصل واقعاً تحت سطوة الاحتكار والتصدير والتهريب إلى دول الجوار .. وصرنا نطالع على منصات التواصل الاجتماعي كثيراً من الفيديوهات المفزعة التي تُظهر عشرات الشاحنّات و( الترلّات ) الكبيرة وهي ( تقرصن ) البصل الأحمر فائق الجودة من إنتاج وادي حضرموت ويجري نقله إلى الخارج.

بينما تُترك أسواقنا المحلية تعاني من النقص الحاد في البصل .. والذي بدوره يولد شحّة في المعروض وارتفاع للأسعار .. إذ وصل سعر الكليو منه إلى ( 2000 ) ريال قابل للزيادة في ظل صمت مريب من سلطة حضرموت عما يحدث .. وتعاميها غير المبرر عن وضع معالجات لهذه المعضلة الكبيرة.

نقدّر تقديراً عالياً احتياج دول ( الجوار!! ) للبصل حقّنا لدخوله في ( كبساتهم ) العظيمة ولحومهم الوفيرة ولطبخ الأطباق الشهية من أسماكنا ( الغنية ) التي تُسرق من بحارنا جهاراً نهاراً مثلها مثل البترول والغاز وغيره.

وحتى يعذروا ألمنا وتشاكينا فإننا لا نحتاج البصل إطلاقاً لمثل أكلات مطابخهم العامرة .. بل نحتاجه فقط لطهي قليل من ( الصانة ) أو ( رز الوقلة ) مع ما تيسر من أردأ نوع من نوأع السمك وأرخصه .. وذلك لمن استطاع إليه سبيلاً ..!!


لسنا أصحاب كروش كبيرة ولا نحسن ( القشواع ) في كل وقت لكثرة التهام الوجبات في كل وقت وحين .. بل لا أخفيكم سراً أنني كثبراً ما أسمع بشدة قرقرات بطون الجائعين إذا صليت بجانبهم إلى الحد الذي يجعلني أخجل من هدوء بطني إلى جانب بطونهم .

لن نستجديَكم أن ترسلوا لنا شيئاً من نعيمكم الذي ترفلون فيه .. فمكبات القمامة وبراميلها تكفي للقيام باستيعاب ما زاد عن حاجتكم .. ولكن نطلب منكم أن تدعوا لنا ( البصل ) حتى البصل الذي لم تتركوه للمساكين يهنأون برخصه في أيام مواسمه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى