رأي

بالرفاءِ والبنين .. تكثرُ اللجان

حضرموت حُرّة/ بقلم: أحمد باصهي

يستغلُ السياسيون في بلادنا طيبة هذا الشعب المنكوب المغلوب على أمره وانشغاله بالتفرغ للعبادة في خواتم الشهر الفضيل ، فيمررون مايحلو لهم من مشاريع وقرارت على حين غفلة من الشعب الغافل والقانون العاطل .
حيث طالعتنا الأخبار بتشكيل عدة لجان بمسميات طوباوية لا علاقة لها بحياة الشعب ومايعانيه تحت رحى الفقر وتدني الخدمات والبحث عن الفتات .
تلك هي اللجان المنبثقة عن هيئة التشاور والمصالحة حيث شهدت تزاحما ملحوظا وسباقا لافتا من منسوبي السلطتين التشريعية والتنفيذية على السواء ، فرأينا نواباً بارزين يمثلون محافظات بأكملها بل محافظين لبعض المحافظات وقد تصدرت أسماؤهم قوائم تلك اللجان التي أُعدت وفقا للتوادّ الحزبي والمحاصصة الشخصية والأنانية السياسية في أبشع صورها وهو ما يؤشر بسوء الفأل لمستقبل هذا الوطن الجريح الذي تتقاذفه سلالتان لاترى في غيرهما أحقية الحكم ؛ السلالة الدينية في الشمال والسلالات الحزبية القديمة منها والمتحورة في مايُعرف بالمناطق المحررة .
في ظل تعطيل الدستور وشلل مؤسسات الدولة بل وموت بعضها سريريا كمجلس النواب الذي يراسل أعضاؤه بعضهم بعضاً عبر مجموعات الواتس وينتظرون الإشارة من مشير كي يشيروا عليه بما يستشير هكذا بلغة عدمية سفسطائية لا تنتج غير السراب وتقنين الخراب .
يا تُرى هل لاتزالُ في الشعب قوىً حيّةٌ غير هذه الطبقة السياسية الجشعة المحتكرة للحكم والثروة منذ مايزيد على ثلاثة عقود أم أنّ لا حياة لمن تنادي وأنّ الخطبَ جللٌ وماخفي أعظم  .
أين أكاديميو البلاد وخبراؤها الدستوريون والقانونيون ؟  أين خريجو العلوم السياسية من الشباب والطلاب في قاعات البحث ومراكز الدراسات ؟ ألا يرون مانرى ويسمعون مانسمع ؟ ألا يهمهم مستقبلهم ومستقبل أبنائهم وأحفادهم ؟ هل نحن أمام طبقة مقدسة من السياسيين والحزبيين الذين إئتمنهم الشعب على أصواته ليمثلوه لا ليمثلوا عليه ؟! .

عسى ألّا يكون هذا النداء صيحةً في واد أو نفخةً في رماد بل يُبنى عليه ويتداعى لأجله ذوو الضمائر اليقظة والقلوب الحيّة والنفوس الأبيّة فيتداركون السفينة قبل غرقها والأمانة قبل ضياعها وليعلم الجميع أنّ التاريخ لا يرحم و أنّ مسئولية انقاذ الوطن هي مسئولية تضامنية كل ٌحسب موقعه وقدرته .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى