رأي

ليس من الحكمة ولا المصلحة العليا لحضرموت،،، إضعاف دور وصلاحيات المحافظ بن ماضي!!!

حضرموت حُرّة/ بقلم: م.لطفي بن سعدون الصيعري



إن تكريس الانقسامات وتعميق الخلافات بين القيادات والنخب الحضرمية، إرضاءا لأهواء ومصالح شخصية وحزبية ومناطقية وقبلية ضيقة، ليس من الحكمة ولا من مصلحة حضرموت العليا.

ومانلاحظه هذه الأيام فإن حضرموت تمر بأسوأ أيامها ، حيث بلغ التفكك والاختلاف والتناحر بين المكونات والقيادات والنخب الحضرمية أقصى مداه، وبصورة أكبر على مستوى القيادات الرسمية المركزية والمحلية المدنية والعسكربة، وبدلا من التكامل فيما بينها خدمة لحضرمرموت وشعبها المطحون ، نرى هذه القيادات تتسابق لخلق الأذية والعراقيل ومحاولة الإلغاء لبعضها البعض والبحث عن اي وسيلة لإزاحة خصومهم من المسرح.
والمعروف دستوريا أن نشاط وحركة أعضاء المجلس الرئاسي، يجب أن لا تتداخل مع صلاحيات المحافظ ، وفي حالة النائب البحسني يجب أن يتركز عمله في التمثيل الجيد لحضرموت وانتزاع مطالبها وحقوقها المشروعة ضمن مجلس الرئاسة ومجلس الوزراء وأمام القيادات العليا إقليميا ودوليا، والتنسيق الكامل مع المحافظ، في تحديد احتياجات المحافظة المطلوبة، من المركز ومن الإقليم والمجتمع الدولي، وهذا الحال ينطبق أيضا على مهام الوزراء، لتجيير عملهم لخدمة حضرموت وشعبها والدفاع عنها باستماتة في مجلس الوزراء، وداخل وزاراتهم ونظرائهم من وزراء الحكومات في الاقليم والعالم.
وحاليا تشهد حضرموت حراكا قويا، للمطالبة بحقوقها المشروعة ، على مستوى مطالب المعلمين والقطاع النسوي وعمال شركة النفط، والمطالبات المجتمعية بتخفيض اسعار المشتقات النفطية ،كما في مطارح الخشعة وهبة العيون وغيرهم. وهي مطالبات مشروعة يقع تحقيقها في مجملها على كاهل السلطة المركزية. ومن باب أولى أن يتبناها النائب البحسني ود. بن دغر والوزراء والنواب والشورويين الحضارمة، وبالتنسيق مع الأخ المحافظ ، لأنها من صلب مهامهم.
ولكننا للأسف الشديد فإن مانلاحظه هذه الأيام من تحركات مكثفة للأخ النائب البحسني، داخل حضرموت لايصب في مصلحة حضرموت، ولانتزاع حقوقها من المركز ، المتسبب الرئيسي في ازمات حضرموت ومجاعتها ونهب خيراتها، لأنها لاتتناول ذلك من قريب أو من بعيد، وانما تركز على خلق تكتلات وهمية، تضعف من هيبة وصلاحيات المحافظ بن ماضي، كما ترافق هذا التحرك للاسف، مع تأليب لبعض القطاعات والمرافق والنخب، لتشديد الضغوطات على المحافظ وتشويه عمله وسمعته وتحميله المسؤولية ، بدلا من المركز، الذي هو أساس المشكلة وهو المخول دستوريا بذلك ، وهذا الأمر ليس له من هدف إلا تحقيق مكاسب آنية لها ، كما حدث في مطالبات الوقفة النسائية امام ادارة المحافظ، وتحركات نقابة النفط ونقابات المعلمين، والتأليب المجتمعي المستمر ضد المحافظ، التي ترافق لقاءات النائب بمختلف مكونات المجتمع.
وللحقيقة ، لقد لاحظنا منذ تولي المحافظ بن ماضي زمام المحافظة حركة دؤوبة منه ، واصرار دائم منه لاستقرار المحافظة، وتخفيف الإحتقان الشعبي،نتيجة للازمات المتلاحقة التي يعانيها بسبب الحرب وسياسات التجويع والفساد وانهيار العملة ونقص الخدمات التي يمارسها المركز ، وحركة مستمرة لتحسين الخدمات في الكهرباء والطرقات والصحة ونظافة المدينة وتدوير الوظيفة العامة ومحاربة الفساد، واقامة المهرجانات المختلفة لاحياء التراث والثقافة وتشجيع الرياضة والسياحة وتقديم مساحة للفرح والسعادة للمواطن، المطحون بالغلاء والفقر ونقص الخدمات، وخلق بعض التوازن الروحي له الضروري لكي لاينهار نفسيا، ولإبراز الوجه الحضاري المشرق لحضرموت محليا واقليميا ودوليا، وجذب الإستثمارات اليها.
كل ذلك وغيره تحقق، بالرغم من شحة الموارد بالمحافظة، بعد توقف استلام حصة النفط ال ٢٠%، والإستيلاء على ٨٠% من ايرادات المحافظة ، ووقف أي دعم مركزي للمحافظة، فيما عدى المرتبات، وفقط تعتمد المحافظة في ميزانيتها على فوارق اسعار الديزل اامدعوم. ولقد تحققت هذه الانجازات، في فترة لاتتجاوز العامين من حكمه، و بالرغم أيضا من المضايقات والتأليب المستمر على المحافظ، من القيادات الرسمية التي تم تدويرها وفقدت مصالحها، ومن قيادات المكونات الحضرمية المستقلة خوفا من فقدان زعامتها، ومن المكونات الحضرمية التابعة لصنعاء وعدن خوفا من نجاح المحافظ ، وبالنالي بروز حضرموت ككيان مستقل ندي لهما رافضة للتبعية، ومن قيادات الشرعية المهترئة، خوفا من استقواء حضرموت، وتمردها على المركز كما هو حال مأرب.
وللأسف فأن التحركات المحمومة، من الاخ النائب على مستوى اللقاءات المختلفة المستمرة مع النخب والمكونات، ليس لها من فائدة ، الا اضعاف هيبة ومكانة المحافظ داخل المحافظة، وهذه الأعمال دستوريا ليست من صلاحياته، فمهمته يجب ان تكون اكبر، وعمله يجب ان يتركز في العاصمة المؤقتة عدن لتمثيل حضرموت في مجلس الرئاسة، وانتزاع حقوقها المشروعة من المركز، سواء في الرئاسة او مجلس الوزراء والوزرات. ولهذا يصبح وجوده في المحافظة مسببا للإرباكات أكثر من الفائدة ، خاصة مع مانشاهده من تمردات واحتجاجات مجتمعية، لم تكن موجود، الا بعد تواجده الأخير في المحافظة، دون ان يعمل على إطفاء هذه التمردات.
اننا نوجه نداءنا لكافة المكونات والنخب الحضرمية لرفض هذه التحركات، والتحريض الاعلامي والمجتمعي، التي تضعف من هيبة المحافظ وتعرقل عمله وتزرع الفتنة والأحتراب في حضرموت لتحقيق أهواء شخصية، وتضعف من قوة وهيبة حضرموت امام الاخربن داخليا وخارجيا..
كما نتوجه الى رئيس واعضاء مجلس القيادة وقيادات التحالف والرباعية الدولية ، بوقف تدخلات النائب في صلاحيات المحافظ، وان يتقيد اعضاء الرئاسة بصلاحياتهم الدستورية، وان يكون عملهم تكامليا مع المحافظين وليس تصادميا اوالغاءا لدورهم ، كما نطالب بعودة المحافظ سريعا للمحافظة، لإطفاء الحرائق التي يشعلها الأخرين، وإعادة الأمور لمجراها الطبيعي والعمل بحنكته السياسية وقدرته القيادية ، على حلحلة أزمات حضرموت التي برزت للسطح حاليا ،حتى لا تحصل الفتنة في حضرموت وتدخل في دوامة الصراعات والأحتراب، مثل بقية المحافظات، ويختفي الضوء الوحيد الذي لازال يشع بنوره على حضرموت وكل المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى