رأي

( إضراب المعلمين ) .. ( يبني ) ولا ( يهدم ) ..

حضرموت حُرّة/ بقلم: أحمد عمر باحمادي


رداً على مقالة ( الإضرابات التربوية .. ونكبة تشرد الطلاب بالشوارع ) لعفاف سالم



تفاجأتُ بانتشار واسع وكبير لمقال مطوّل لكاتب أو كاتبة أطلق على نفسه ( عفاف سالم ) .. وكان ذلك المقال تحت عنوان : ( الإضرابات التربوية .. ونكبة تشرد الطلاب بالشوارع ( !! ) ) ..

ومع أني لم أستوعب في بداية الأمر ربط الإضرابات الحقوقية للمعلمين بتشرد الطلاب في الشوارع .. فقد حمل المقال إلى جانب ذلك الكثير من المغالطات والأفكار المنكَرة .. وبما أنه كان من باب ( خالف تُعرف ) فقد نال الانتشار الواسع في وسائل التواصل الاجتماعي ..

بصرف النظر عن الدافع الذي كُتب من أجله المقال فإن الإنصاف في قول كلمة الحق من صفات المؤمنين .. وأن خذلان المظلوم والإزراء به وتأليب الشارع وأولياء الأمور عليه في وقت هو أمس ما يكون فيه إلى المؤازرة والنصرة نوع من النكوص عن الحق واتباع لهوى في النفس مدفوع بشهوة الانتصار ولو على حساب سمعة أولئك التعابى والبائسين ..

وسواءٌ تعامى المسئولون عن الاستجابة لمطالب المعلمين المضربين لأن أولادهم ـ كما زعمت الكاتبة ـ يدرسون في مدارس خاصة أو هم خارج أرض الوطن فهذا لا يعطيها الحق في التشنيع على المطالبين بحقوقهم بحجة فساد المسئولين أو إعراضهم ..

من حيث النقابات وفي مقابلها الحكومة .. صورت الكاتبة أن الأمر بين الطرفين هو كلعبة القط والفأر وأن الحديد لا يفله سوى الحديد وذكرت قضية الضغط المتبادل .. والأمر ـ لمن يعقل ويتفكر ـ ليس كذلك إطلاقاً .. فالعلاقة في أجلى صورها بينهما هي علاقة مطالِبٍ بحق مظلوم لا حيلة له بمن يملك رفع الظلم عنه وإعطاء الحق إلى أصحابه ..

وما دام في مقدور الطرف الأخير وهو الذي يمثل الحلقة الأقوى ويملك الإمكانيات أن يحلّ قضية الطرف الأضعف وينهي مظاهر التعسف .. أو أن يماطل المظلوم في إعطائه الحق .. فاللوم يقع على الطرف الآخر .. وأنه لا ملامة على المظلوم إن سعى في سبيل انتزاع حقه ..

بخصوص الضحية أو الضريبة التي يدفعها ( الطلاب ) جراء ذلك ( الصراع ) الحاصل الذي صورته الكاتبة شيء يدعو للعَجَب .. فهي تحمّل المظلوم المطالِب بحقوقه تبعات ما يحدث للطلاب من تسكّع وتشرد وإدمان وتدخين وتخزين للقات .. في حين لا تلقي باللائمة على المسؤول الأول والأساسي .. وكلكم تعرفون من هو بالضبط ..

مع قصدها أن الشباب والبنات لا يتعرضون لأنواع الفساد والانحراف إلا في هذه الأيام المعدودة التي يجري فيها ( الإضراب ) .. ونسيَت الكاتبة أو تناست فترة الإجازة الصيفية الطويلة الممتدة لأربعة أشهر أو يزيد .. وما إذا كان الشباب فيها ينقلبون إلى ملائكة صالحين محفوظين من كل ما ذكرَتْ من الآفات والفتن ..( !! ).

تزعم الكاتبة أن المعلم أفضلُ حالاً من منتسبي الجيش والأمن وعليه فلا داعي لإضرابه .. وفي الأمر مغالطة كبيرة .. فالناظر بعين العدل يجد نسبة كبيرة منهم تستلم بالريال السعودي ( بارك الله لهم فيما رزقهم ) إلى جانب مرتباتهم باليمني ..

ومع أنهم يتعرضون لمخاطر كبيرة في عملهم فهذا لا يعطي للدولة الحق أن تبخس حق المعلمين أو غيرهم من الموظفين بحسب تعرضهم للخطورة والهلاك ..

ثم إن العسكريين محظور عليهم الاحتجاج أو المطالبة بأي شيء باعتباره عند الدولة خيانة وطنية .. بينما تبيح الدولة للنقابات العمالية فعل ذلك ومنهم المعلمون ..

وإذا أخذنا بحجة تفضيل الجنود ومنتسبي الجيش والأمن على من سواهم .. فسنجد في بقية دول العالم أن المعلم هو الأعلى أجراً والأكبر مرتباً والأوفر حظاً ..

فهل يعني ذلك أن الدول في جميع أصقاع العالم تبخس حق من يضحي لأجلها في الجبهات والثغور .. وتفضل من يبني عقول أبنائها ويشيد نهضتها ..؟!!

لا بالعكس .. فهؤلاء غير هؤلاء ولا وجه للمقارنة بينهما فلكل مهنته وتضحياته وعطاءه من أجل الوطن ..

وبدلاً من قول الكاتبة : ” أن رفع الإضراب واجب وطني وإنساني وأخلاقي ومهني وتربوي” كان الأجدر بها أن تقول : “إن تلبية مطالب المعلمين ورفع معاناتهم واجب وطني وإنساني وأخلاقي وديني” ..

بل إننا لا نبالغ إن قلنا أنه من أوجب الواجبات .. لأن فيه حياة أسر واستقرار أنفس وفك كربات ورفع ظلم ونصرة مظلوم ..!!

أختي أيتها الكاتبة الفاضلة : اعلمي أن المعلمين والتربويين لا يجبرون أحداً على إجلالهم ومعرفة حقهم .. أو يُكرهونه غصباً على الدفاع عنهم .. فلا أقل من أن تنصفي في كلامك وتتمعني قول الله عز وجل : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا )..

وإنني أرى – كصحفي قبل أن أكون منضوياً تحت سلك التعليم – أن دفاعنا عن معلمينا ومربينا والذود عن كرامتهم شرف لنا .. فلولاهم ـ بعد الله عز وجل ـ ما استطعنا كتابة سطر من هذه الأسطر ..

فشكراً معلمي من أعماق القلب .. وصبرأ على كل جاحد وناكرٍ للمعروف .



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذا نَص المقالة التي رددتُ عليه👇🏻 :


الإضرابات التربوية .. ونكبة تشرد الطلاب بالشوارع ؟!


بقلم : عفاف سالم


يقولون ماتحرق النار إلا رجل واطيها وهذا للاسف مايحصل اليوم فرئاسة الحكومة وكل الجهات المعنية تعاملت ومازالت تتعامل مع إضراب المعلمين بأذن من طين وأخرى من عجين ببساطة لأن أولادهم بمدارس خاصة أو خارج البلاد لهم من الامتيازات ماالله به عليم ونسوا أن المسؤولية أمانة تنوء عن حملها الجبال الراسيات

الم يقل ربنا تبارك وتعالى ( إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان أنه كان ظلوما جهولا)

الجهات المعنية تارة تتجاهل المطالب الحقوقية فمن حق المعلم أن يكن تبع الدولة والبنك لا أن يزج به إلى البند الرابع بند محلات الصرافة الذي لو كان فيه خير لسبقتكم الحكومة والجهات المستثناه اليه..

وزاد الطين بلة أن المصارف لم تفي بصرف المعاشات التي لا تتناسب ابدا وجرعات الغلاء الصارخة التي فاقت التصورات ودفعت بإعداد من المعلمين للتسول وهذه كارثة ووصمة في جبين حكومة معين وعساها حكومة مبارك تعدل الحال المائل وتعيد الأكاديمي والمعلم لخزينة الدولة وتحفظ لهم ماء الوجه

الحكومة باتت تارة تعطي مسكنات للتهدئة لرفع الاضراب لكن النقابات لا تثق بذلك وتستمر بتجميد العملية التعليمية حتى يتم الرضوخ وترى انه لا يفل الحديد الا الحديد
صار كل طرف يمارس الضغط على الاخر بطريقته فلا الحكومة استجابت ولا النقابات استسلمت وظل الحال كما هو عليه دونما انجاز خطوة ايجابية

والنتيجة أن هناك من يدفع الضريبة دون ان تأبه لهم الجهات المعنية وهم شريحة الطلاب الذين تطحن أسرهم الظروف المعيشية وزاد الطين بلة إغلاق المدارس الحكومية فغدا اغلبهم في الشوارع يتسكعون ومؤكد ان كثير من الشباب في مرحلة الاعدادية والثانوية بسبب التعطيل قد ارتبطوا بشلل ورفقة سوء والطامة ان ادمنوا الحبوب او الشمة او القات او التدخين او انجرفوا إلى الهاوية

الاطفال والشباب غدوا على حال يرثى له من السير في حالة اللاوعي وآخرون اعتدوا بالضرب على امهاتهم او اخواتهم او اصدقائهم او تحولوا لصوصاً لتأمين ثمن الانحرافات

أولياء الامور يكدحون لتأمين لقمة العيش والتنقلات ومستلزمات الدراسة بينما المعلمون مضربون رغم أنهم آباء ويستشعرون الخطر لكنهم لايأبهون والثمن يدفعه الطلاب بالتشرد فابن التربوي ليس بمنأى عن العواقب الوخيمة والمعلم كمدور ابرة ومضيع شريم.

نكرر ياعالم الطلاب في المدارس الحكومية حالهم واقف انقطعت الدراسة وتعطلت الامور والشباب للشوارع او المعسكرات والبنات منشغلات بالمسلسلات ومتابعة الموضات والمبيضات فاتقوا الله فيهم

مؤسف ان المدارس الخاصة تفتح ذراعيها لطلابها بينما المدارس الحكومية تغلق ابوابها وطبعا قلت سابقا انني ضد خصخصات التعليم والاتجار به تحت مسميات ماانزل الله بها من سلطان كونها تقليعة جديدة وافدة للمحافظات الجنوبية تضيق الخناق على الفقير وتقصيه من حقه في التعليم المجاني

والسبب الرئيس في عدم التجاوب مع المطالب الحقوقية لكون ابناء الصفوة فبها والغلبان له الله رغم ان شريحة الفقراء هم الاكثر تفوقاً وجدارة في الغالب مع ذلك التجهيل والتضليل يمارس بحقهم لحرمانهم من حقهم في التعليم والابتعاثات ولا نجاة الا لمن رحم ربي فقد نجحت السياسات الظلامية من تأصيل وتجذير الفروق بين الطبقات وقضت على اهداف ومبادئ الثورة
وحقيقة مااظن ان المدارس الخاصة لديها من الامكانيات مايفوق المدارس الحكومية لكنها القناعات والعجلة تسير بنصف مايتقاضاه المعلم بالحكومي

لا اعلم لماذا يهدم المعنيون المعنويات المحبطة اكثر من غرس المحفزات فالمعلم افضل حالاً مقارنة بمنتسبي الامن والجيش والقوات الجنوبية المرابطة من دون مرتبات ولاتقولوا انهم يستلموا بالسعودي ونحن بالفتات اليمني لأن الالف لا يشمل الكل ثم ان صاحب الالف يقضي في الجبهات واحسبوها علاوة خطورة لان صاحبها معرض لفقد حياته في اي لحظة وكم من باحث عن الالف فقد حياته قبل ان يتهنئ بها

ورسالتي للحكومة ان كنتم ترون ان المطالب حقوقية ومشروعة فلماذا تضييع الوقت في المماطلة والتسويف حتى يهدر وقت طويل تحت مسمى الضغط ودوامة الفعل ورد الفعل مادامت الامور ستنتهي حتماً الى توافق

ورسالتي الى الاخوة في النقابات تحملوا مسؤوليتكم وركزوا على الاولويات للخروج بنتائج مرضية فنحن في زمن تدك فيه العملية التعليمية دكا دكا فالفصول مكتظة حد الاختناق والجماعة يوزعون المدارس ليتم الاتجاه للخصخصات والكتب والملازم معدومة في المدارس وتباع في الشوارع والمكتبات وتتوفر في المدارس الخاصة والمعلم يزج به للصرافات وبند المساعدات والوديعات لصرفه عن متابعة التسويات وزاد تضييق الخناق بمغادرة المرتب لأسابيع كثيرة ليتم تعطيل العملية التعليمية وماخفي كان اعطم فعجلة التجهيل والأمية تمضي بقوة

بالمناسبة مدرسة اسماء بزنجبار وزعت امس الخميس الشهادات للطالبات ولفتت مديرتها الى اهمية استئناف العملية التعليمية
بقي أن نقول إن رفع الاضراب واجب وطني وانساني واخلاقي ومهني وتربوي ونصيحتي لا تحبطوا الطلاب ولا تتسببوا في تعقيد المعقد اصلا لكون الاضراب لا يأتي الا لتلبية رغبات جهات بعينها تريد بالجيل انتكاسة وتجهيل والا لسارعة في تلبية المطالب الحقوقية للمعلم الذي مرغت الحكومة كرامته في الوحل لهثا وراء معاشه في محلات الصرافة وليتها هي الأخرى وفت بالتزاماتها نحوه

وقبل الختام اقول للمعلمين أي مكسب سيتحقق وانتم كمن يدور للفائدة ومضيع رأس المال فأنتم كنتم تبحثون عن الزيادات فتبعتها المرتبات وصرتم اليوم تهملون فلذات اكبادكم فما جدوى كل ذلك ان ضاعت فلذات الاكباد وانحرفت في طريق اللاعودة؟؟
وما تنسوا الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى