السياسة…السُلّم الأسهل للرويبضة والصعاليك، لتحقيق الزعامة
حضرموت حُرّة/بقلم: م.لطفي بن سعدون الصيعري.
بنظرة خاطفة نجد أن السياسة تصدرت محور اهتمامات الناس صغيرها وكبيرها، متعلمها وجاهلها، رجالها ونسوتها، غنيها وفقيرها، وهي موجودة في البيت والمدرسة والنادي والمقاهي والمطاعم والمعسكرات والمكاتب وكل التجمعات البشرية من حولنا.
أتدرون لماذا ؟؟؟ لأنها قد أصبحت أسهل طريقة للرويبضة وحثالة المجتمع، ليتسلقوا على ظهور البسطاء، ويصلوا إلى مواقع قيادة الناس في المؤسسات والمنظمات والأحزاب والسلطات الحاكمة.
وفي ظروف ضعف الدولة والحروب الأهلية ، وغياب شروط الحصول على الوظيفة القيادية، وعلى رأسها المؤهل العلمي والكفاءة، فإن ممارسة السياسة بصورها الحالية المنحطّة، والحرص الدائم للظهور في التجمعات الشعبية، ومواقع التواصل، دون اكتراث لإمتلاك، أبسط متتطلبات قواعد الكتابة والخطابة شكلا ومضمونا، فإنها قد أصبحت هي السائدة في حياتنا البائسة، التي تجرّنا كل يوم من مستنقع سيئ إلى آخر أسوأ منه، وهكذا دواليك، ولم يعد للأصوات الايجابية المقتدرة وجود أو تأثير لقيادة مجتمعنا نحو النهوض والنمو وتجاوز السلبيات والأزمات والحروب التي تطحن مجتمعاتنا.
انظروا لسلطات الدولة، والمكونات السياسية والمدنية والقبلية !!! فستجدون المتحذلقين في السياسة، هم المتسيدون لقيادة الناس والدولة، والأمرون الناهون، وعِليّة القوم في المجتمع.
اذن والحال هكذا !!! كيف يمكن لمجتمعاتنا أن تتطور ؟؟؟ والمتصدرين في واجهة المجتمع هم الجهلة وانصاف المتعلمين ومتحذلقي السياسة ومواقع التواصل ومتربعي المنصات الشعبوية ، الذين يطلق عليهم الرويبضة.
لقد فاض الكيل وبلغ السيل الزبى ولم يعد في النفس استطاعة لتحمل المزيد من استهتار وتدمير هؤلاء المتحذلقين، ولم يعد معنا إلا أن نعلن هذه الصرخة بكل قوتنا ، نوجهها لعقلاء قومنا ، ولكل المفكرين الأكاديميين وحملة الشهادات العلمية العليا ولعلماء الأمة، لأن يكون لهم دور متصدر لقيادة مجتمعنا الحضرمي ، وأن يكون لهم حضور فاعل في مواجهة من يخربون أوطاننا من هؤلاء الرويبضة، الذين تدفع بهم شهواتهم الخاصة وبإيعاز وتوجيه من الدوائر المعادية لحضرموت لإبقائها خانعة ذليلة و غائصة في أوحال التخلف والأزمات والجوع والفقر والتبعية.
وقد آن الأوان لحضرموت أن تنهض من كبوتها، وتكون ملهمة لإنقاذ الجميع من داخلها ومن حولها.
نعم آن الآوان … لإسكات الرويبضة و الصعاليك