الهبة في مهب الريح
حضرموت حُرّة/ بقلم: علي عمر الغرابي
إن إحياء ذكرى الهبة الحضرمية التي يحتفلوا بها اليوم ماتمثل الهدف السامي والنبيل الذى صنعته الهبة من المفترض أننا كحضارم أن نسموا بالاحتفاء لهذا الحدث الهام ويكون احتفالاتنا في مستوى أهمية اهداف الهبة والطموحات التي كنا نتأملها يجب أن تكون كعظمة أهداف الهبة المرجوّة ولكن للاسف الشديد أن احتفالاتنا كانت لاتسمن ولا تغني من جوع .. ركيكة هزيلة ومضحكة ومبكية ولا تتناسب مع سمو أهداف الهبة الحضرمية .. أسف كل الأسف أن الذين كانوا قائمين بإحياء الذكرى قد قاموا بتمثيل دور ركيك وضعيف أضعف الهبة وأخرجها من محتواها الوطني والنضالي وكانت بداية الاحتفالات بدأت من مقرات جامع حضرموت في المديريات بذكر ما تيسر من تقارير سيرة الهبة ثم توزيع شهادات تقديرية لبعض الشخصيات التي أصلا ليس لها دور في الهبة!! .. ومَن يُكرّم مَن؟؟! والذين قاموا بالتكريم أيضا شخصيات ما كان لها الشرف أو الدور في حدث الهبة وأفظع من ذلك أنهم قلّدوا الإنتقالي في المسيرات .. نقلوا جماهير المديريات إلى العاصمة المكلا لحضور حفل خطابي في قاعة علي هود!! ونرى أن القائمين على إحياء ذكرى الهبة واصلوا نزولاتهم على الشخصيات التي يريدها هم والتي أصلا ما إرادتهم الهبة ولا لهم أي دور يذكر في الهبة.
إن احياء ذكرى الهبة أعلى وأغلى مما قام به المقاولون الجدد وتأسفت عليه.
ومن وجهة نظري يجب يكون الإحتفاء يبدأ بترميم البيت الحضرمي المشتت والمنشق على نفسه، وتصحيح المسار السياسي الحضرمي وبعدها السعي والاعتناء بالشهداء وأسرهم والمصابين والجرحى من جراء المواجهات القتالية مع المحتل الشمالي، وأن يكون نصب تذكاري لشهداء حضرموت، وكما أن أهداف الهبة التي أُهملت وهي الأهداف الاقتصادية والسياسية يجب أن تكون من مهام الساسة وجامع حضرموت والهبة، وأن يتم معالجة الخلل الإقتصادي المتردي للعملة والغلاء الفاحش في الأسعار ومرتبات الموظفين المدنيين العسكريين، يجب تمكين الحضارم في الجانب العسكري وتكون لهم كلية عسكرية والتوظيفات العسكرية الجديدة للنخبة من الحضارم تغطّي تراب حضرموت الساحل والداخل بقوات من أبناء حضرموت، والاستغناء عن القوات التي من خارج حضرموت، وفي الجانب السياسي أن يكون لحضرموت تمثيل السياسي في المفاوضات الدولية .
إن الذين يتركزون لقيادة حضرموت عليهم الإدراك أن حضرموت بها رجال علم وسياسة وخبرة و رجال دين .. عليهم أن يشركوهم في القيادة الحضرمية ويفسحوا لهم مجال. ونفتح باب المصالحة والتسامح لكل الحضارم ونقول للقائمين والأوصياء على حضرموت .. ابعدوا من الأنانية والتسلط وحب الاستحواذ بالسلطة والغرور لأن حضرموت أكبر من مقدراتكم المحدودة والضيّقة حضرموت للجميع وتتسع للجميع، يجب أن يكون المجال فسيحا للكوادر القادرة على تسيير دفة السلطة السياسية الحضرمية.