رأي

ولا ئمٌ تُرمى .. و ( غزة ) تأكل العَلَف ..!!

حضرموت حُرّة/ بقلم: أحمد باحمادي


في مقطع فيديو عجيب بـ ( إحدى ) دول الخليج .. ظهرت صالة من صالات الأفراح تحوي موائد كبيرة وواسعة وعلى كل مائدة برك جمل ( مطبوخ ) بشحمه ولحمه كاملاً مكمّلاً ..

وهكذا بدا المشهد على كل مائدة من تلك الموائد الكثيرة .. وقد انصرف المدعوون تاركين على الجمال بعض نهشات من أيديهم .. وصحون الأرز الفاخر على هيئتها كأنها لم تُمَس ..!!

تفكّرتُ في هذا المشهد وقارنتُ بينه وبين ما يمرّ به إخواننا في غزة الجريحة التي تواترت عنهم الأخبار هذه الأيام بأنهم بدأوا يستخدمون علف الحيوان بعد نفاد مخزون الدقيق ..

فدول الحدود تأبى أن تغيثهم بالدقيق أو حتى الماء الذي يشكون شحّته .. كل ذلك في شتاء مرير .. وتعلمون كيف يكون الجوع في هذا الشتاء ..!!

عصفت المجاعة بالشعب الغزاوي ولم يسبق حاكم عربي واحد إلى إطعام الجائع وإيواء الشارد .. إنه عار عليهم جميعاً !!.. فبدل أن يستغلّوا الفرصة لغسل سوءاتهم بخذلانهم من عدم أمدادهم بالسلاح والعتاد يستمرون في هذا الخذلان ..!!

جاء في ( مَكَارِمُ الْأَخْلَاقِ ) لِلطَّبَرَانِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – : ” مَنْ أَطْعَمَ الْجَائِعَ أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ ” .. فهل بقيت ذرة من مكارم الأخلاق أو نجدة العربي عند هؤلاء الفاسقين ..!!

يقول الشيخ محمد الغزالي في كتابه الإسلام والإستبداد السياسي : ( كان سواد الناس يرون الحاكم مسئولا عن إطعام الجائع وإسعاف الضعيف فلم يعرف على عهد الدولة الإسلامية الأولى ضياع أو عيلة، إن من حق كل محتاج أن يجد ضروراته، والدولة مسئولة عن ذلك).

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ( الإمامة في ضوء الكتاب والسنة ) : ( وكل أمة يطعمون جياعهم من المسلمين وغيرهم، وإن كانوا لا يتقربون إلى الله بذلك، بخلاف المؤمنين، فإنهم يفعلون ذلك لوجه الله، بهذا تميزوا. كما قال تعالى: { إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا } [الإنسان: 9].

ورد عن أبي هريرة أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: { يقول الله عز وجل: يا بن آدم! جعت فلم تطعمني قال: وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟! قال: إن عبدي فلاناً جاع فما أطعمته، أما إنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي. يا بن آدم! ضمئت فلم تسقني. قال: كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟! قال: ألم تعلم أن عبدي فلاناً ضمئ ولم تسقه، أما لو سقيته لوجدت ذلك عندي… ).

فإلى حكام المسلمين عامة وكل مسلم غني مقتدر وكل فرد أصابته التخمة من الكبسات والولائم أن يتذكروا إخوانهم الجائعين في غزة وكل موطن يجوع فيه أبناء الإسلام .. فإن من حقوق المسلمين فيما بينهم إطعام جائعهم .. ورحم الله زماناً كان فيه رجال صادقون باذلون أشركوا في برِّهم الحيوان مع الإنسان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى