رأي

( معاً ) ساحلاً ووادياً .. لانتزاع ( حقوق المعلم والتربوي )..

حضرموت حُرّة/ بقلم: أحمد باحمادي


بدأت اليوم الأحد الـ ( 4 ) من شهر فبراير 2024م أول مراحل الإجراءات التصعيدية للإضراب الذي أزمعت ( 4 ) نقابات في حضرموت البدء فيه وهي : لجنة ( أنا المعلم ) بالوادي والصحراء ونقابة المعلمين اليمنيين فرع الوادي والصحراء بحضرموت واللجنة العامة لمتعاقدي صندوق دعم التعليم بالوادي والصحراء ونقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين بحضرموت.

ومع أن البيان الصادر عنهم كان مختوماً بتلك النقابات التي انتسب أكثرها إلى ( وادي وصحراء حضرموت ) .. فإن من المرجّح أن زخم وتأثير تلكم الإجراءات التصعيدية سيشمل مديريات ساحل حضرموت جميعها دون استثناء .. وذلك لاشتراك جميع منتسبي التربية والتعليم في المطالبة بذات الحقوق التي تجاهلتها باستمرار كلٌّ من ( الحكومة المركزية ) والسلطة المحلية .. وفقا لما جاء في البيان النقابي ..!!

وبالعودة إلى مجمل التفاعلات والحراك المطلبي فإن من الملاحظ أن وادي حضرموت يأخذ دائماً أولوية المبادرة وقصب السبق .. ثم يتبعه الساحل مع تعثر إضراباته في نهاية المطاف .. وهذا الأمر يحدث تباعاً لأسباب كثيرة منها : أن السيطرة والاحتواء تكون أكثر إمعاناً في قبضتها للساحل لوجود الإدارة الوزارية المركزية ..

ولا ننسى تسيّد روح التردد والسلبية والخوف والشك المتبادل وربما الجُبن بين كثير من المعلمين والتربويين في الساحل .. وهي نقطة ضعف حسّاسة جرى استغلالها بحنكة من قبل من لا يروق لهم مطالبة المعلم بحقوقه ..!!

أضف إلى ذلك حرص الإدارات ( السابقة ) إلى إيجاد قوى مدجّنة وموازية للنقابات المطالبة بالحقوق والعمل على ضرب بعضها ببعض .. وكذلك ذيوع عصا الترهيب والترغيب ما يجعل بعض القيادات النقابية في الساحل ترضخ وتتنكب مسارها وتدين بالولاء والطاعة للتوجيهات التي تأتيها ..!!

حوى البيان الكثير مما يغري المعلم والتربوي بالتمسك به والتوحّد والالتفاف حوله ومن أجله .. وهي الفرصة المناسبة ـ خاصة لأهل الساحل ـ للتدليل على مدى تغيّر ذهنياتهم وتحررهم من ربقة السلبية والتواكل .. الأمر الذي آتى أكله بتأسيس لجنة ( حقوقنا ) .. وحسب المتداول هي في طور النمو والتمدد إذ تأتي أبرز أهدافها ومساعيها بما لا يختلف عن النقابات واللجان في وادي حضرموت.

وباستطلاع معظم آراء المنتسبين للتربية يرى شعورهم تجاه مرتباتهم في المقام الأول أنها لا تكاد تفي بالحد الأدني لمتطلباتهم واحتياجاتهم الأساسية .. وهي تكلفة ربما أقل من تكلفة من تقع عليهم ممارسات ( العبودية ) والسخرة .. فالأكاديمي ( ليخاتشيف ) يقول : ( إذا كنت تعمل وكان راتبك يكفي فحسب لشراء الطعام واللباس والسكن والخدمات المجتمعية فإن تكلفة عملك تساوي تكلفة عمل العبد ..!! ).

وبمضي الأعوام وتدهور الأوضاع المعيشية ومحدودية الدخل بمقابل ارتفاع الأسعار أحسّ منتسبو التربية عامة والمعلم على جهة الخصوص بحالة من الإهمال والتهميش صار معها معلم الأجيال وباني نهضمة الأمم هو الضحية الذي يلاقي شتى صنوف الإذلال والتجاهل والحرمان من أبسط حقوقه .. ما أثر في معظم الأوقات على أدائه وعطائه على حساب العملية التربوية والتعليمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى