رأي

حافظوا على بن ماضي، حتى لاتنهار حضرموت كلية، بعد انهيار مكوناتها المستقلة

حضرموت حُرّة/ بقلم: م. لطفي بن سعدون الصيعري.

في الوقت الذي يمر الحراك الحضرمي المستقل بحالة انكسار وضعف وتشتت، منذ أن تم  إفشال تأسيس مجلس حضرموت الوطني من جهات حزبية وقبلية ومناطقية ، إلا أننا نلاحظ حضورا سياسيا وتنمويا لحضرموت يقوده المحافظ الشاب المثقف بن ماضي ، وهذا يعطينا بعض التوازن النفسي من أننا كحضارم لازال لنا بعض الحضور والندية مع الشمال والجنوب وأن كان في حدوده الدنيا نظرا لغياب الرافد الشعبي والحاضنة القوية للسلطة المحلية.
للأسف الشديد السيكولوجيا الحضرمية الحالية، يشوبها الكثير من السلبيات من حيث ترسخ داء الحقد والحسد فينا ، لكل شخص ناجح والبحث دائما عن أية مثالب او أخطاء فيه ، سعيا لتشويهه وإحباطه وابعاده بأي طريقة كانت عن طريق النجاح، و أيضا التعتيم على الإنجازات بل وتحاشي ذكرها ، في مقابل البحث عن أية نواقص في الحياة العامة وتحميلها السلطة المحلية(المحافظ تحديدا) . فعلى سبيل المثال في قضية حقوق المعلمين المشروعة، قدم المحافظ بعض الحلول وفقا والامكانيات المتاحة، لكنها قوبلت بالرفض ، رغم أن المشكلة ليست فقط في حضرموت وإنما في كل بلادنا، ويتحمل المركز وزرها بصورة اساسية، كما أن أزمة الكهرباء وعدم التمكن من حلها بصورة جذرية أيضا هي مشكلة مركزية بيد الحكومة والرئاسة، وأن وضع الكهرباء عندنا افضل من عدن وبقية المحافظات الجنوبية . وهكذا الحال بالنسبة لغلاء المعيشة والمشتقات النفطية وتدني قيمة العملة الوطنية، كلها أزمات متسببة بها الرئاسة والحكومة الفاسدة  وليست السلطة المحلية.
لقد لاحظنا في الفترة الأخيرة حملة شرسة ضد المحافظ يقوم بها اعلاميي حزب يمني ومكونات سياسية جنوبية وحتى حضرمية وقيادات حضرمية سابقة، والكل يجمع على إبعاد المحافظ عن رأس المحافظة وتشويهه ووضع العراقيل أمامه، وكل بالطبع له أجندته الخاصة وأسلوبه الرخيص في حملته، وقد استغل الجميع حركة حقوق المعلم وازمة الكهرباء وغلاء المعيشة وهبوط العملة ليحملوها جميعا اكتاف المحافظ، وهم من كانوا على رأس سلطة المحافظة وفي دوائر الدولة المركزية وعاشوا كل أزمات حضرموت لسنوات عديدة ، دون أن ينبسوا ببن شفه ، وهم من بددوا او سكتوا عن تبديد أموال المحافظة الهائلة النفطية والإيرادية، وذهبت ادراج الرياح دون تقدبم كشف حساب بها . واليوم نراهم يتباكون دون خجل على فتات الإيرادات من فارق قيمة الديزل وال ٢٠ % من إيرادات المنافذ ولايحسبوا حساب صرفيات الكهرباء( وقود وطاقة مشتراة) ومشاريع طرقات وخدمات أخرى.
نحن لسنا بصدد تمجيد المحافظ دون وجه حق، لأنه ليس بحاجة لذلك فإنجازاته تشهد على ذلك ، ونعرف أنه قد يكون عليه بعض السلبيات والأخطاء، التي نتمنى أن يتجاوزها، فمن لايعمل لايخطئ، لكننا على ثقة بأن وجود المحافظ بن ماضي حاليا على رأس السلطة، ضرورة لامفر منها فهو ماتبقى لحضرموت من استقلالية وشموخ وندية مع الآخرين، بعد ان ضعف الحراك الحضرمي المستقل وانهارت مكوناته السياسية المستقلة ، لتدخل فقط في متاهات التمزق والصراعات البينية والفعل الهامشي في نشاطهم، المتقوقع فقط في التهاني والتعازي والتعيبنات الداخلية والنشاط المكتبي الداخلي، وتركت الساحة الحضرمية فارغة يتسيدها أتباع الجنوب والشمال، خاصة بعد إفشال مشروعها الوطني (مجلس حضرموت الوطني)، ويجعلوها ذليلة لصنعاء ولعدن، ويخرجوا حضرموت من دائرة الحضور والمشاركة الفاعلة وطنيا واقليميا.
نأمل من كل النخب الحضرمية أن يمعنوا التفكير في واقع حضرموت المتدهور ويصطفوا جميعا خلف شعلة حضرموت الوهاجة المتبقية لنا حاليا ، ويكونوا سندا قويا حول المحافظ بن ماضي ويشكلوا الحاضنة الشعبية له، التي ستعطي له قوة وزخما شعبيا ونخبوبا كبيرا، تؤهله لانتزاع حقوق حضرموت المشروعة، وتجعل لحضرموت مكانتها تحت الشمس ونديتها للآخرين. والسلبيات يمكن تجاوزها !!! أما السقوط فنتائجه مأساوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى