ثقافة

الصحافي والإعلامي .. وإشكالية الأخطاء اللغوية والإملائية (2 / 2)

حضرموت حُرّة/ بقلم: أحمد باحمادي

● الكاتب غير المرغوب :

كثيراً ما نصادف قارئاً ينصرف عن القراءة لكاتب أو محرر معين، فيجده غير موغوب فيه وذلك لوجود عدد من العيوب، ويمكن لنا إجمال أبرز العيوب والمثالب التي تصرف القارئ عن الكاتب وهي فيما يلي :

1- عدم معرفة الكاتب لهدفه من الكتابة.

2- عدم وضوح الأفكار في ذهن الكاتب، وعدم إحاطته بالموضوع، أو افتقاره إلى المعرفة الكافية به.

3- عدم مراعاة الكاتب للترتيب المنطقي لأفكاره.

● أخطاء إجرائية :

ومما يزيد الطين بلة أنه ربما وجدَت لدى الكاتب بعض الأخطاء الإجرائية أثناء الكتابة، نذكر منها الأخطاء الآتية :

1- عدم الدقة في الاستشهاد بالآيات القرآنية، أو الحديث، أو الشعر.

2- قلة المعلومات في الموضوع المراد كتابته.

3- عدم اكتمال الجمل.

4- الافتتاحية الخطابية والختام الخطابي، والوعظ المباشر.

5- التكرار في الكلمات والجمل.

6- الصيغ الجاهزة، وألفاظ الإبهام والتعميم والشرح.

● اختيار الألفاظ :

من الأهمية بمكان أن يكون الصحافي أو الكاتب دقيقاً في اختيار ألفاظه ويسعى إلى ذلك بجهده ومثابرته، فيكون دقيقاً في اختيار ألفاظه إذا استطاع الآتي :

1- التمييز بين المترادفات.

2- استخدام اللفظة في سياقها المناسب.

3- البعد عن استخدام الألفاظ ذات الدلالات العامة.

● كيف ينمي الصحافي والكاتب ثروته اللفظية ؟

الثروة اللظفية هي مخزون الإنسان من الألفاظ، وكل إنسان له معجم عام، وهو الألفاظ التي يستطيع أن يفهمها مكتوبة أو مسموعة، وهي مختزنة في ذاكرته، وتبدأ في التكوين منذ سني حياته الأولى عن طريق والديه ثم المجتمع، وله أيضًا معجم خاص وهو ما يستخدمه ذلك الإنسان فعلًا في حديثه وكتاباته وهو يمثل ثلث المعجم العام تقريبًا، ولزيادة هذا المعجم :

1- عليه أن يحب المعرفة، فإذا أحب المعرفة أحب القراءة، ثم تعود عليها.

2- عليه أن يقرأ في كل فروع المعرفة وليس في تخصصه فحسب، فقراءاته في العلوم والآداب والفنون المختلفة ستعرّفه على ألفاظ جديدة لم يكن يعرفها من قبل.

3- عليه أن يقرأ في المعاجم المختلفة “معاجم الألفاظ، ومعاجم المعاني، والموسوعات المتخصصة”.

● تنظيم الأحداث :

يحدث أن يخلط الكاتب أو الصحافي المبتدئ في أفكاره أثناء الكتابة ويخبط فيها خبط عشواء، ونقصد بالأحداث الأفكار الفرعية ضمن الفكرة الأساس، ومن باب التنظيم أن :

1- ينظم الكاتب أفكاره الرئيسة في فقرته تنظيمًا سليمًا بحيث تجيء مرتبة ترتيبًا منطقيًّا.

2- هذا التنظيم له مظاهر كثيرة، فقد يكون من القديم إلى الحديث، أو من المحسوس إلى المجرد، أو من البعيد إلى القريب.

3- الهدف من هذا الترتيب هو الوضوح، والدقة في نقل الخبرات والأفكار.

ولنعلم في نهاية المطاف أن كل كاتب له أسلوبه الذي يتميز به في صياغة عباراته بطريقته الخاصة التي تعبر عن شخصيته.

● الأخطاء الإملائية .. أبرز أخطاء التحرير :

ثمة أخطاء إملائية كثيرة يقع فيها الكثير من صحافيينا وإعلاميينا ونشير إلى بعضها في هذا المقام كي نتجنبها وهي كالآتي :

1- الخلط بين همزة القطع وألف الوصل، وعلامة المد والألف المقصورة.

2- الخلط بين تاء التأنيث المربوطة والهاء “تكون الهاء ضميرًا أو أصلية من بنية الكلمة”.

3- الخلط بين تاء التأنيث المربوطة، وتاء التأنيث المفتوحة.

4- إهمال نقط الياء المتطرفة.

5- الخطأ في موضع كتابة الألف بعد واو الجماعة “تكتب الألف بعد الواو التي تكون فاعلا”.

6- كتابة واو العطف في نهاية السطر.

وبالإجمال فموضوع المقال طويل ومتشعب وله الكثير من الملاحظات والوقفات وما أوردناه لا يعدو نبذة مختصرة منها مما يسهل ملاحظتها، ومراعاتها، والإفادة منها، ليأتي العمل الصحفي والإعلامي مكتملًا صحيحًا لا قصور فيه ولا نقص، فتتحقق الفائدة المرجوة منه، وتصل المعلومة المراد تبليغها في يسر وسهولة إلى المطالع.

وفي الختام أعلم يقينًا أنني لم أوفِّ الموضوع حقه، وقديمًا قيل : “ما لا يدرك كله لا يترك جلّه”.



أهم المراجع :

ـ التحرير الأدبي : د. حسين على محمد.

ـ فن التحرير العربي ضوابطه وأنماطه : محمد صالح الشنطي.

ـ فنون التحرير الصحفي بين النظرية والتطبيق «المقال الصحفي» : محمود أدهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى