رأي

السقلدي،،، نموذج مشوّه لنظرة بعض النخب الجنوبية تجاه حضرموت

حضرموت حُرّة/ بقلم: م. لطفي بن سعدون الصيعري.

في مقابلة برنامج زوايا الحدث بقناة بلقيس بمشاركة الاعلامي الانتقالي صلاح السقلدي والاعلامي الحضرمي عمر بن هلابي حول أحداث التوتر بين النخبة الحضرمية ودرع الوطن ، قبل عدة أيام. تعززت قناعتنا باستحالة التعايش بين الحضارمة والجنوبيين كشركاء نديين. فكيف يمكن لهذا السقلدي، القادم من كهوف القرية المنسية الغير موجودة على خرائط الجغرافيا والتاريخ الانساني إلى بعد 67م، لأن يتطاول على حضرموت التاريخ والجغرافيا وبناة الممالك المتعاقبة لآلاف السنين، و يتجرأ بكل بجاحة وكان حضرموت تابعة لقريته, والحضارم عبيد لهم .

تخيلوا أنه يقول لايحق للحضارمة امتلاك جيشهم الخاص بهم لأنهم ليسوا أهلا لذلك ،فهم فقط أهل تجارة ومسالمين كما لايحق لهم التحدث عن استقلالهم لأنهم مجرد اتباع للجنوب. ومن خلال منطق خطابه المتعالي الأهوج، كأنه يخاطبنا بأنهم هم أهل الحكم والعسكرة، ويكفي حضرموت أن تجول وتصول فيها قطعانهم العسكرية وقياداتهم المبجلة ذات الدم الأزرق، وماعلى الحضارمة إلا أن يكونوا عبيدا مسخرين لخدمتهم وطاعتهم.
فظيع جهل مايجري و أفظع منه أن تدري، لأن من يتطاول على حضرموت ماهو إلا غر، ينتمي لقرية منسية في مجاهل الجغرافيا والتاريخ ، ولم يتم تداول ذكرها بشكل عابر إلا بعد 67م، ولا زالت كذلك ، حتى وإن حاولوا في غفلة من الزمن، أن يتسيدوا الموقف في عدن بتنصيب ودعم من الكفيل.
للأسف الشديد تبين هذه المقابلة، امتدادا لحالة الوعي المشوّه، الذي تشكّل من رحم الحالات والواقع المضطرب والغير عقلاني، بسبب حالة الحرب والأزمات، والتي أفرزت نخبا سياسية وعسكرية وإعلامية وإدارية ، خارج إطار الواقع والمنطق والعلمية و التجربة الإنسانية المتراكمة منذ عهد سيدنا آدم أبو البشر، وظهروا على السطح المتناقض والمتذبذب وغير السوي.
وللأسف الشديد فإن مثل هذه النخب الجنوبية المشوّهة هي التي تتسيد الموقف في الجنوب وهي التي تحدد الإطار العام للوعي الحنوبي، والذي ينظر لحضرموت باستعلاء ويرفض أن يكون لحضرموت جيشها الخاص بها أو أن تمتلك قرارها السياسي المستقل وتكون ندية لعدن ولصنعاء ، وإنما يريدونها فقط بقرة حلوب بلاقرون.

شي غريب هذه البجاحة من مثقفي القرية ، لأن يكون طموحهم أكبر من واقعهم ، بحيث يمتلكوا الجرأة ويتطاولوا على حضرموت، بكل هيلمانها وتاريخها وحضارتها.
ولكن الخطأ ليس فيهم وإنما في هذا الزمن الأعوج، الذي نعيشه الخارج عن منطق التاريخ والعقل والتفكير السوي والموروث الانساني ، وأيضا في الأتباع الرثوث، الذين يقودونهم بلاكرامة ولاشرف، ويرضوا ليكونوا عبيدا لمثل هؤلاء، الذين ليس لهم تاريخ ولا هوية ولا حتى أخلاق أو فهم منطقي للحياة . وأيضا الخلل في القيادات والمكونات الحضرمية والنخب، الذين يظهرون شجاعتهم فقط على بعضهم البعض، ويتركون أعداءهم من الشمال والجنوب، ليتحكمو ا فيهم ويجعلون منهم عبيدا ..لايحق لهم التملك لأرضهم وثرواتهم أو حتى التفكير في العسكرة والاستقلال والنديّة مع الاخرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى