أهازيج مشقاصية .. يسعدكم ويهنئكم عوض سالم ربيع
حضرموت حُرّة/ بقلم: عوض سالم ربيع
منذ أن تتصفح بإصبعيك السبابة والإبهام من الصفحة الأولى إلى إيماض الصفحة الأخيره ينتابك شعورا بأن الكتاب متعوب عليه وتزداد كيل بعير، فلقد توارى المؤلفان مسعود علي وهاني عبود آل الغثنيني خلف الصفحات كما يقول الدكتور عبدالقادر باعيسى لإنهما من ربوات المشقاص ونخيل عسد الجبل، وكعادة المؤلفين فإنهم يستخدمون الغلاف الأخير اللي هو ع الشارع لكتابة نبذة عن حياتهما لكن مسعودا وهاني لم يكن لهما إرب في الظهور لإن عملهما دال عليهما، لهذا جاءت أهازيج مشقاصية من خريف النخل وجريف البحر وأهازيج الأعراس ورمضان، وحلّت ليال حلوة جميلة .. بيد أن الذي لفت إنتباهي ماورد ص 48 ..مع الله .. كريمش الله .. ودعتش الله طلعيلي بهار وشي .. هاتان الأهزوجتان خاطب المزارع النخلة وقت القطيع، فهل يخاطب الإنسان نباتا؟!، فلقد جرت العادة أن للعجماوات لغة يخاطبها بها الإنسان إش إش .. زع زع .. فتفهم البهيمة هذا الصوت، لكن كيف يخاطب مزارع نخلة؟! .. هنا تكمن حميمية العشق، لإن الأرض عرض بكسر العين فكأن النخلة جزء من الأسرة السعيدة، لهذا المزارع .. ودعتش الله .. تقال للنخلة وقت القطيع .. طلعيلي بهار وشي .. أي أريد منك يانخلة في الخريف القادم بهارا، أي 300 رطل، وشي أي وزيادة، أوكما نقول في اللهجة الحضرمية بهار وهه.
هذا الألق المشقاصي تصدى له شابان ظلا سحابة عامين أوزيادة يكدحان ويجدان من عسد الفايه إلى ضيق الهزاول، والحب أسرار وإن شئتم سرار.
هذه المسرة أهازيح مشقاصية، هدية للزمن الغائب فينا، المتلفع بعباءة الصمت واللهاث خلف سفاسف مايقال مجازا إنه الإبداع، لكن الأخير تجسد كائنا يسعى في مسعود وهاني ربي يسعدكم ويهنيكم … كتاب أهازيج مشقاصية ليس مادة سردية .. سحلالة .. لكنه إستقصاء مضن مع شيوخ المشقاص ومن أفواههم، دون مسعودا وهاني ماعجزت عنه مؤسسات ثقافية ترفل في الفسيفساء دون أن تقدم لهذا الوطن الميمون، ضعوا الكلمة الأخيرة بين قوسين مايحفظ للأجيال تأريخا تكاد أن تنهكه مواقع التواصل الإجتماعي بتقليب شاشة الهاتف نسخ لصق …. أقف بإجلال أمام عمل إستقصائي جبار إحتلت فيه الحواشي والمفردات حمل بعير، لإن لهجة كل منطقه لغة لها، واللهجة هي اللغه ألم يكن الصحابي عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أصدق لهجة …. الكتاب في محتواه إمتداد لسارحة عمرو في أوبريت المحضار وهو إمتداد أيضا لآل الغتنيني اللذين جاءوا من أصلابهم مسعودا وهاني.