أحاديث حضرمية .. هم بغوا كده
حضرموت حُرّة/ بقلم: عوض سالم ربيع
رأى أرسطو عبارة مكتوبة على باب أحد الصرافات اعرف نفسك.. ولاشك أن مئات العيون قد رأت هذه العباره فلم تنتبه لعاديتها ما يستوجب الوقوف أمامها .. لكنها دقت مع أرسطو فاتخذ منها منهجا لفلسفة الصرافات بأن يظل الموظف مرضوح تحتها .. وقبل أرسطو الذي كان تلميذا لسقراط وحسدوه الناس على تلاميذه العظام و موته العظيم لأنه تجرع سما كتجربة لإنقاذ البشرية … لم ينتبه أحد إلى عبارة اعرف نفسك لأن كل الذين رأوها كانوا عيون في كور .. كذلك أرباب التكاتك جمع تكتك فمن طول مكوثهم تحت هجير الشمس التماسا لمواطن يروم إيصال إغاثته إلى بيته سأل سائق تكتك زميله كن صحاب الإغاثة تاعبين الناس فقال له صاحبه وهو يحاوره هم بغوا كده .. فأضحت هذه العبارة شائعة الاستخدام في الزجاج الخلفي للسيارات ومؤخرات التكاتك لأن الذي نطق بعبارة هم بغوا كذه لم يك صاحبها على دراية بأن قوله هذا سيصبح ملء السمع والبصل .. آسف البصر .. مع أنه قليل الحظ من الثقافة والمعرفه .. لأن سليقة اللغة كما يقول فيلسوف العرب عبدالله البردوني تحول الشي العادي إلى خوارق غير عادية لأنها أتت من دم الإنسان وعروقه ومن لهاث جبينه واتقاد عيونه .. انتهى كلام البردوني .. فهل يدري الشاعر الفحل أن قافيته ستكون على حرف القاف أو الدال لا والله وهل يدري المكافح أن اثنين من أولاده يدرسون في الجامعة وأضحى عاجزا عن دفع مواصلاتهم بالرغم من قولهم في التلفزيون بالعلم نرتقي والديزل المدعوم يختفي وما كان الشنفرى يدري أن لاميته ستكون محط إعجاب الشعراء ولم تك له يد في اختيار قافية اللام .. كذلك صالح بافطيم زارع أجود أنواع البصل بوادي حضرموت لو كان يدري أنه يالبدوي تعل من طريق الجبل .. هت ببيسه حومر وهت قاطره بصل .. لنأى عن زراعته .. لهذا فإن قول هم بغوا كذه ليس في نطق العباره رغم عاديتها ولكن في الأذن الحصيفة التي التقطتها لإن الأذن تعشق قبل المرحلة الثانية من الخور أحيانا .. لهذا ظل مستشفى بن سيناء مكاني عادنا نضلع .. لأن أقوال الحكم الشعبية شاهدة على ارتفاع سعر الصرف والبصل و بجاحة الحكام هم بغوا كذه وما أريكم إلا ما أرى.