أحاديث حضرمية .. الإنسان والحيوان
حضرموت حُرّة/ بقلم: عوض سالم ربيع
ثمة نظرة قاصرة للطبيب البيطري .. عادة إلا دكتور حق غنم كيه لاقع طبيب حق أوادم .. ودارت الأيام فارتفع علو كعب البيطري لأن الأخير يعالج حيوانا غير ناطق وسعره بالسعودي خلافا للطبيب البشري النائم خلال نوبته وهاتفه خارج نطاق التغطيه إلا ما رحم ربي .. وكنا أيام الرغد من العيش إذا نفق تيس أو ضانه نجعلها دمان للزراعة .. وكأني بالجاحظ عليم بهذا الزمان الذي نحن فيه فألف كتاب الحيوان من صاهل وناهق وثاغ وراغ .. وفيه نقل عن أرسطو .. على أن الحاحظ أطلق اسم الحكيم على أرسطو حتى لا يقال إنه نقل علمه عن وثني .. والطب البيطري ذروة سنامه الحفاظ على صحة الحيوان من أجل صحة الإنسان لهذا فإن البدو وعجائز القرى بيطريون بالفطرة لكثرة معاشرتهم للعجماوات فهم يعرفون الخيل بكسر الخاء وفتح الياء وكان أكثر مداواتهم بالحقب حق القهوة .. لهذا فإن أول مهمة للبيطري هو الكرش فإن كان البعر منفردا فالعجماء بخير وإن كان متسلسلا فالمعدة بيت الداء لأن البهيمة لا تشكو الوجع كالإنسان.. وفي القرآن أحلت لكم بهيمة الأنعام فالحمار بهيمة لكنه ليس من الإنعام.. وليس كل بهيمة أنعام وإنما أضيفت البهيمة إلى الأنعام لارتباطها بالعجمة والبهم كقولنا باب من خشب فالأصل هو الخشب وليس الباب والله أعلم .. وللإنسان لغة مشتركة مع العجماوات فزع زع تقال للحمار إلى الأمام سير وإش إش لقواطر البصل .. لهذا حرص الإنسان على أغنامه وتربيتها في زمن معاشيق فإذا نفقت غنمة بكى عليها لأنه يبكي في الأساس على 700 ريال س راحت عليه وليست على غنمه .. والإنسان ما أفجره .