أحاديث حضرمية .. الثقافة بين العامي والمثقف
حضرموت حُرّة/ بقلم: عوض سالم ربيع
.سواد الناس هم أكثر الناس حكمة ودراية بهذه الحياة وخاصة المغاريم (نص خمده) ألم نسمع بالقول الشائع خذوا الحكمة من أفواه المجانين .. وهؤلاء وأضرابهم قالوا حكما سارت بخبرها الركبان مثل قاشعها وعاطيها البرود .. وهم بغوا كده .. وكله حصى إلخ .. أمّا المثقفون فهم متعبون الى درجة الغثيان يأتي المثقف الى الطبيب النفسي فيحدّثه الأول عن فرويد ومصطفى سويف .. يضع نفسه موضع الطبيب والأخير موضع المريض .. لذلك وجدنا المثقفين أكثر وسواسا من غيرهم .. هؤلاء المثقفون يستثيرون عقلهم الباطني ويحفرونه بفأس فيساءلون أنفسهم هل صاحب المطعم غسّل يداته قبل مايلقي الصانة .. أما الجهلة والعامة فشعارهم دون منك مايقتلك .. لذلك رأيناهم من أسعد الناس يضحكون عند الصرافات إذا ماشي شبكه .. وإن تمت إلا هكذا الحالة نكد فهم ينشدون إذا إنطفأت الكهرباء .. ثلاجتي في الدار عطلت .. رجعت ع قربة وشول .. المثقفون إذا قرأوا كتابا عن مرض السرطان وجاءه ورم خفيف في إصبعه قعد في بيته معتزلا الناس والحياة، يفكر في ذلك الإصبع الذي حقطه وهو يحاول إغلاق الباب .. وإذا قرأ كتاب كيف تقتل زوجتك لحسام الزعبي نظر نظرة شك إلى شريكة حياته لكن حساما طمأنه .. كيف تقتل زوجتك حبا .. الثقافة ليست مجموعة كتب تتأبطها ولاإعوجاج باللسان ولانظارتان إحداهما للقراءة والأخرى للنظر في قوارير الناس .. إنما هي سلوك مجتمعي .. هذا السلوك هو أن تخفض جناح الذل لمن هم أكثر منك علما .. الخضر كان أعلم من نبي الله موسى والأنبياء في النهاية يعودون إلى بشريتهم ولهم علي ذنب وأخاف أن يقتلون .. والله يعلم حيث يجعل رسالته.