رأي

لايشبه الجنوب

حضرموت حُرّة/ بقلم: عبدالمجيد وحدين


هذا نموذج لطبيعة المناقشات التي تجري بين الجنوبيين عندما تجمعهم الصدفة في أي مكان.
وقد جرت هذه الواقعة في مكان عام قبل عدة أشهر ، وعلى الرغم من أن النقاش كان يدور في بدايته حول الوطن ومأساته، إلا أن يوميات العدوان على غزة فرضت ايقاعا معينا عليه، وذلك عندما أشار أحدهم إلى أن صوت عدن هذه المرة لا يبث على نفس الموجة كما كان الحال خلال كل جولات الصراع السابقة، وأضاف قائلا : صحيح أن باب المندب موجود في المعادلة اليوم، ولكن ليس بقرار من عدن هذه المرة.
وقد خلص النقاش إلى عدد من نقاط التوافق يمكن تلخيصها في الآتي:

١. موقف عدن الرسمي اليوم تحصيل حاصل لما سبقه من مقدمات أبدت خلالها سلطة الأمر الواقع فيها تهافتا على التطبيع وترحيبا غير مشروط بالإتفاق الإبراهيمي ، في تناقض صريح مع موقف عدن التاريخي المنحاز للقضية الفلسطينية (شعبيا قبل الأستقلال، وشعبيا ورسميا بعد الإستقلال)

٢. هناك الكثير مما يجري في عدن ويصدر عنها اليوم، لا يشبه عدن ولا يشبه الجنوب، فالتطوع بتغيير تصنيف الوجود البريطاني
في الجنوب من ( محتل ) إلى ( شريك ) لا يشبه تاريخ الجنوب.

٣. التدمير الممنهج لمقومات الدولة ولثقافة الدولة لا يشبه الجنوب.

٤. التفريط في السيادة والقرار الوطني لا يشبه الجنوب.

٥. نظام الكانتونات والجبايات المنفلتة لا يشبه الجنوب ..فدولة الجنوب وحدت 23 سلطنة ومشيخة .. وهؤلاء حولوا عدن وحدها إلى 23 سلطنة ومشيخة.

٦.  الفساد الوقح لا يشبه الجنوب، لا أيام السلاطين ولا أيام الاشتراكيين .

٧. الفجوة الكبيرة بين حياة المواطن وحياة النخبة لا تشبه الجنوب .. وسلام الله على سلاطين الأمس .. فقد كانوا أكثر قربا من المواطن وأكثر التزاما بالنظام والقانون من سلاطين اليوم.

٨. الأكل من القمامة لا يشبه الجنوب .

وخلاصة القول اننا عبثا نحاول تبين ملامح الجنوب الذي نعرفه ونتطلع إليه في النموذج الذي يقدمونه لنا .. ولكن يبدو أننا نتحدث عن شيئين مختلفين .. فجنوبهم ليس جنوبنا ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى