إلى الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد .. حافظوا على حضرموت قبل أن تفلت منكم
حضرموت حُرّة/ بقلم: م.لطفي بن سعدون الصيعري
عندما تلقينا الدعوة الكريمة من حكومة المملكة السعودية الشقيقة باستضافة المشاورات الحضرمية ٢٣ الأولى خلال مايو _ يونيو ، استبشر كل الحضارمة المستقلين خيرا ومعهم ملايين الحضارمة في الداخل والمهجر. كيف لا ؟؟ وهم يرون أن الحراك الحضرمي المستقل، قد بدأ يستند بقوة الجدار الفولاذي للحليف السعودي، وسيكون له الأثر القوي في دفعه بقوة لتحقيق أهدافه المشروعة وعلى راسها استقلال قرارها السياسي وسيادتها على أرضها وثرواتها وقطع خيوط تبعيتها لهمج الشمال والجنوب، الذي كبّلها منذ ٦٧م .
وهو أمر منطقي لكلا الطرفين، يتماهى بشدة مع السياق التاريخي، والترابط الجغرافي والسكاني والديني والثقافي والحضاري والتكامل الاقتصادي والأمني والاستراتيجي، بين حضرموت والمملكة .
كان الحليف السعودي ينظر بأن الظروف الموضوعية والذاتية، قد اكتملت في حضرموت لتوحيد المكونات الحضرمية المستقلة، في إطار واحد قوي وجماهيري، يجمعها ويوحد جهودها لتشكل الحامل السياسي للقضية والمظلومية الحضرمية ، ويعطيها زخما قويا مستمرا يمكّنها من انتزاع حقوقها كاملة. ،وتأتي هذه الفرضية للأشقاء، بعد مشاهدتها للنهوض الحضرمي العارم الذي جرى خلال العام ٢٠٢٢م ورفع فيه العلم والنشيد الحضرمي المستقل في اليوم الوطني لحضرموت ٢٠ ديسمبر.
وفر الأشقاء كل أسباب الاستضافة المريحة والرعاية الكاملة المادية والمعنوية والخبرات التنظيمية الإعلامية والحشد الإقليمي والدولي لإنجاح هذه المشاورات وتأسيس مجلس حضرموت الوطني. وكانت الأمور تجرى بانسيابية وتفاهم سلس وتوافق لإعداد وثائق الرؤية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والاعلامية وتم استكمالها سريعا خلال شهر من المشاورات ونتج عنها الوثيقة الحقوقية والسياسية لمجلس حضرموت الوطني وتوقيع ميثاق الشرف الحضرمي من قبل المشاركين في هذا المشاورات الأولى لما يقارب من ٧٠ مشارك. كنواة أولية لتشكيل مجلس حضرموت الوطني. ولم يتبق من مقومات تأسيس المجلس الا تشكيل قيادة مؤقتة للمجلس، تستكمل باقي متطلبات التاسيس( استكمال قوام عضوية المجلس وهياكله وانظمته التنظبمية وبرنامج عمله وقيادته وهيئاته التنظيمية وموعد انعقاد مؤتمره العام أو كونفرنسه ).
هنا برزت أسوأ مافي السيكولوجيا الحضرمية من عيوب ومثالب من حسد وحقد وأنانية وتسابق على القدي وتفضيل المصلحة الخاصة وحب الزعامة على مصلحة حضرموت وحقوق أبنائها وتطلعاتهم المشروعة. وبذل الأشقاء السعوديون كل جهودهم لخلق توافق بين القيادات الحضرمية لاختيار رئيس وأمانة عامة مؤقتة للمجلس لحين المؤتمر العام. إلا أن جهودهم اصطدمت بتعنت كل القيادات وتسابقوا بصورة وقحة ومفضوحة على رئاسة المجلس، دون مراعاة لمشاعر وحقوق المشاركين والمضيفين وكل الشعب الحضرمي. وفضلوا نسف وتمزيق المجلس من قواعده، على أن يتنازلوا لبعضهم البعض والموافقة على رئيس للمجلس.
وطبعا جرى كل هذا التناحر بين القيادات، بايعاز وتشجيع من كافة القوى المعادية لحضرموت ، من المحيط الجنوبي واليمني، الذين لايرضون لحضرموت ان تستقل بقرارها عنهم وتقطع. تبعيتها لهم.
ظل الأشقاء يمدون الخيط لهذه القيادات علهم يرعوون عن غيهم ، ويتفقوا على رئيس توافقي لهم، واعطت لهم مهلة شهرين، للتحاور والتشاور وردم الخلافات ، على أن تقوم هيئة التنسيق المشكلة، باستكمال الوثائق والتحضير لانعقاد المؤتمر. لكن حدة الخلافات بدل ان تهدأ تصاعدت اكثر واتيحت الفرصة في غياب بعض القيادات الحضرمية المؤثرة (المحافظ وعمرو) ، لان يتسلل الإصلاح إلى قيادة خلية الرياض المشرفة على المشاورات الثانية وعاثوا فسادا وتدميرا للمجلس وابعادا لمؤسسيه الأوائل، واستبدالهم باخرين من مناصريهم لمدة تزيد على ٥ اشهر واخيرا اخرجو لنا هيئة رئاسة يتيمة بدون رئيس او أمانة عامة ، وتم تجميدهم في الثلاجة حتى يومنا هذا لمايقارب العام.
ضجت كل حضرموت في الداخل والمهجر من هذه النتائج المخزية وأمتلات صدور النخب الحضرمية المستقلة كرها وغلا، لكل من تسبب في إفشال مجلس حضرموت الوطني ، سواء كانت قيادات المكونات الحضرمية الأنانية والفاشلة او حزب الاصلاح المتسلق على اكتاف الحضارمة المستقلين . وخلال الفترة الماضية لازالت تتلمس طريقها لتصحيح أوضاع المجلس او تشكيل مكون جديد حضرمي مستقل ، يحل مكانة ويلتقط الراية الحضرمية المستقلة، التي انتكست بسبب خيانة وانانية قياداتها السابقة لابارك الله فيهم.
لكن واقع الحال، ان الحراك الحضرمي المستقل الجديد بعد انتكاسته السابقة، لايمكن له ان ينهض ويعيد ترتيب نفسة وينطلق بقوة مالم يستند إلى حليف استراتيجي، في ظل مانراه من تسابق إقليمي ودولي، لدعم هذا المكون او ذاك سواء كانت جنوبية او يمنية فالامارات تدعم الانتقالي وطارق عفاش وايران تدعم الحوثي والسعودية تدعم منظومة الشرعية والعرادة وبعض المكونات الجنوبية الأخرى. أما المستقلين الحضارمة فقد احجمت السعودية عن دعمهم مؤقتا بعد فشل الوطني الحضرمي.
إننا على ثقة كاملة بان الحليف السعودي ليس من مصلحته ابدا ان تذهب حضرموت بعيدا، عن مناطق نفوذه وتكامله معها، فحضرموت هي العمق الاستراتيجي للمملكة وهي منفذها الوحيد للوصول للمياه الدافئة والمحيط المفتوح.
ولا أظن أن من مصلحتها ترك الحضارمة، تائهين دون قيادة حضرمية مستقلة، تحظى باصطفاف الشعب حولها ،وأن ترك حضرموت مفتوحة للقوى الجنوبية واليمنية او قوي اقليمية ودولية اخرى للهيمنة عليها ، ليست ابدا من مصلحة المملكة وستدفع ثمنه غاليا مستقبلا لو لم تتدارك ذلك سريعا.
كما اننا نناشد كل النخب الحضرمية السياسية والقبلية والدينية والمجتمعية، ان. يتداعوا، ليملاوا الفراغ السياسي في حضرموت، بعد فشل مجلس حضرموت الوطني ، ونحن على ثقة من أن حضرموت ولادة بالرجال القادة المخلصين لها ، ونبارك كل الخطوات للململة الشتات الحضرمي، ومنها مبادرة البسيري والصافي وبقية المبادرات المخلصة، ولكننا بحاجة لسرعة العمل وتشكيل قيادات مؤسسية لإخراج هذه المبادرات على الواقع التنفيذي. ويتحمل المحافظ بن ماضي توفير الدعم والإسناد المادي والمعنوي لهذه المبادرات، لانه يمثل رأس المحافظة ورمزا لوحدتها الوطنية.