رأي

بن ماضي ينجح في لملمة شتات القيادات الحضرمية

حضرموت حُرّة/ بقلم: م. لطفي بن سعدون الصيعري

شهد شهر رمضان سلسلة من اللقاءات المباركة التي جمعت القيادات السياسية والعسكرية والنخبوية في حضرموت، وعلى رأسها النائب البحسني والمحافظ بن ماضي والوكيل أول بن حبريش، ووكيل الوادي والصحراء العامري والوزراء والوكلاء والنواب والشورويون، وكان لهذه اللقاءات وقعها الطيب في نفوس أبناء حضرموت، كونها تذيب أكوام الثلج، التي شابت العلاقات بين هذه القيادات خلال الفترة الماضية، و في أعقاب التغييرات لقيادة المحافظة قبل عام ونصف.
وقد لعب المحافظ بن ماضي الدور الرئيسي، في لملمة هذا الشتات الحضرمي بين قياداته ونخبه، وعمل بصبر وتؤدة وتحمل الكثير من العراقيل والاساءات المتعمدة، لعرقلة عمله وتطفيشه من موقعه، ومحاولة ازاحته من منصبه،لكنه بحنكته السياسية واخلاقه العالية وثقافته الواسعة، إستمر في عمله ومثابرته لتصحيح الأوضاع في حضرموت ، وتحقيق بعض الإنجازات المهمة فيها خاصة في مجال الطرقات وتحسين وجه المكلا، وفقا والامكانيات المتاحة، وعمل بمثابرة لتطبيع وتحسين العلاقات بين السلطة المحلية وعموم الشعب الحضرمي، بعد ان اتسمت بالتوتر والإحتقان والفتور في الفترة الماضية، وعمل لمثابرة لتعزيز العمل المؤسسي الجماعي لمؤسسات الدولة ، وفرض هيبة الدولة والنظام والقانون.
ويجمع الحضارمة بكل توجهاتهم السياسية والقبلية والفكرية، على أن حضرموت لن تنتزع حقوقها ومطالبها المشروعة، وعلى راسها سيادتها على أرضها وثرواتها وإستقلال قرارها السياسي، ورفض التبعية للعواصم الإخرى ، دون تلاحم ووحدة قياداتها في السلطة المركزية والمحلية ونخبها السياسية والمدنية والقبلية . الا إننا نشعر بان القوى اليمنية والجنوبية وحتى الإقليمية والدولية ، لايعجبها هذا الصوت والحراك الحضرمي المستقل، وتعمل باستمرار لشق صفوف الحضارمة، واستمرار تبعيتهم  لهم عن طريق اغراءات المال والمناصب وإيغار الصدور ضد بعضهم البعض وغيرها، ويستندون في ذلك إلى خبرة ٦٠ عاما من هيمنتهم ودسائسهم ومؤامراتهم على حضرموت ، وتشكيل وترسيخ طابورهم الخامس وأتباعهم فيها.
وأظن ان المحافظ بن ماضي قد أستوعب هذه الإشكاليات جيدا، ورسم استراتيجيته وتكتيكاته المختلفة للتعامل معها، استنادا لفهمه العميق لنفسيات وسيكولوجية القيادات الحضرمية، التي تبحث عن الشهرة والزعامة ومزاحمة الآخرين، بل وحتى ازاحتهم عن طريقها، وتعامل معها ببراجماتية وحنكة سياسية فذة ، لا تلغي مقاماتهم وطموحاتهم في تصدر المشهد، بل إستطاع ان يقنعهم بشكل أولي ، بضرورة التكامل بين القيادات الحضرمية وتوحيد الصف، ضد الهيمنة الشمالية والجنوبية، التي تريد إلغاء أي قيادي حضرمي مهما كان موقعه، وتنظر لهم فقط كأتباع مقطورين مثل البهائم، وتنظر لحضرموت فقط كبقرة حلوب.
نثق ان هذا التفكير الراديكالي الجديد، لتجسيد التعامل والتكامل بين القيادات الحضرمية بهذه الصورة الإيجابية، التي اجترحها المحافظ بن ماضي ستؤتي أكلها قريبا، وسترسخ رؤية وتقليد جديد في إيجابية العلاقات بين القيادات الحضرمية وتكاملها، ومغادرة السلوكيات والأنانيات والعقليات  القديمة، التي رسختها حقبة التبعية.
لكل ذلك فإننا ننصح جميع القيادات والنخب الحضرمية المختلفة ان يلتفوا حول المحافظ بن ماضي وأن يدعموه لترسيخ وتعميق هذا النهج الإيجابي الذي سيجعل من حضرموت رقما صعبا، وتفرض استحقاقاتها على الجميع جنوبا وشمالا واقليما وعالما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى