رأي

المعلم بين المطرقة والسندان

حضرموت حُرّة/ بقلم: عبدالله مطهر باعباد

لن أطيل في شرح أهمية العلم ودور المعلم في المجتمع ولكن سأكتفي الاستشهاد بآيات  كريمة هي أولى الآيات التي  نزلت على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في غار حراء،
قال تعالى:

(اقرأ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ مِنۡ عَلَقٍ (2) ٱقۡرَأۡ وَرَبُّكَ ٱلۡأَكۡرَمُ (3) ٱلَّذِي عَلَّمَ بِٱلۡقَلَمِ (4) عَلَّمَ ٱلۡإِنسَٰنَ مَا لَمۡ يَعۡلَمۡ (5) )
ولن أشرح لكم مالذي ترمي إليه هذا الآيات القرآنية المحكمة فهي تشرح نفسها بنفسها ،
وبلا أدنى شك أن العلم مقصد من مقاصد الدين الاسلامي الحنيف غاية سامية تتهافت إليها جميع شعوب العالم بشتى توجهاتها ومعتقدتها ولولا العلم ما أستطعت بضغطة زر أن أحلّق بمقالي هذا إلى شاشاتكم تقرؤنه وأنا جالس في مكاني وأنتم كذالك، ولو أني استرسلتُ لأحتجت إلى كتاباً كاملاً ولن يكفي.

٭المحور الاول
مكانة المعلم بين الواقع و المنشود:

وبرغم كل المزايا التي يمتاز بها المعلم والاضافات اللامتناهية التي يضيفها إيجابا إلى المجتمع تحتم علينا عقلا ومنطقا وشرعا  أن ننزله مكانة تليق به، ولأننا في عصرا حديث من عصور الانحطاط آثرنا على المعلم غيره من ممن لا يزيد مجتمعنا إلا مزيداً من الإنحطاط ، وعلى سبيل الذكر لا الحصر تستطيع أن تعد رواد مجالس العلم والفكر والثقافة والمعرفة على أصابع اليد الواحدة في بعض الأحيان بينما أبواب التفاهة العملاقة يتخانق الناس عليها ازدحاما.

٭المحور الثاني
مزيداً من التناقض:

ولأننا نتحمل مسؤولية كبيرة كمجتمع في ماوصل إليه المعلم ووجب علينا جميعاً أن نعيد ترتيب أولوياتنا، ظلت حكومتنا الموقرة متمسكة بمبادئ أهمية العلم ونسمع مراراً وتكراراً من المسؤولين كلاماً يثلج صدورنا ويجعلنا على ثقة بأن المعلم يحظى بكل الإهتمام ولأنه كلام سار الفعل على العكس تماماً، وعندما تسربت  مياه المحيط إلى داخل سفينتنا بادرت حكومتنا الموقرة إلى رمي المعلم في عرض البحر تقصد بذالك النجاة وهي تخطو على خطى الهلاك.

٭المحور الثالث
المعلم يغرق وسفينتنا حتماً ستغرق:

وعندما غادرت تلك السفينة التي ربما ستبحر بدون المعلم  وقتاً قصيرا من الزمن إلا أنها ستغرق ولابد لها أن تغرق ، وسيظل المعلم على علمه يسبح, ولكنه للأسف الشديد لابد من أن يغرق ولاسيما أنه يحمل على ظهره حملا ثقيلا من هموم الحياة ظل معلقا به لايستطيع أن يزيله بسبب راتبه الشهري الزهيد الذي وكأنه يعطى له منة لا جزاء وبرغم زهده إلا أنه يتأخر عنه ربما لأشهر .

٭المحور الرابع
يجب علينا أن نستدير:

الوقت يمر علينا مسرعاً ويجب علينا أن نستدير لنرفع عن المعلم همومه ومشاكله وإلا هلكنا جميعاً ، بل وعلينا أن نعطيه زمام القيادة فكل عمل بدون علم هباء ولا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون وما أحوجنا إلى ذالك المعلم ولو فعلنا غير هذا فقد استكملنا كل الشروط المطلوبة للعن التاريخ لنا والتاريخ لن يتردد  في لعن أفعالنا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى