رأي

الوقوف ضد حق المعلم أخلاقيا واجتماعيا واقتصاديا .. هو إختلال  في ميزان معادلات الحياة

حضرموت حُرّة/ بقلم: هشام الصوفي

(( اعتذاري لكل من علمني حرفا…..وأسفي واعتذاري لمعلمات ومعلمي أبنائي وأحفادي)).

قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا
كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا
سُبحانَكَ اللَهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ
عَلَّمتَ بِالقَلَمِ القُرونَ الأولى
أَخرَجتَ هَذا العَقلَ مِن ظُلُماتِهِ
وَهَدَيتَهُ النورَ المُبينَ سَبيلا
وَطَبَعتَهُ بِيَدِ المُعَلِّمِ تارَةً
صَدِئَ الحَديدُ وَتارَةً مَصقولا

أختلت ميازين الحياة فينا .. وضاعت منا معايير التقييم السليم .. فصار المعلم في أدنى السلم المجتمعي في السلم الوظيفي .
هذه أحدى معايير تدمير المجتمعات وهي السياسة التي اتبعت في الجنوب ولازالت مستمرة حتى هذه اللحظة، وهي سياسة تدمير الأجيال من خلال تدمير المعلم والتعليم وهذا ملموس وبشكل جلي وواضح من خلال مخرجات أعوام مابعد الغزو اليمني للجنوب وتعميم ثقافة التجهيل على المجتمع من وضع المعلم في حالة انشغال دائم بين متطلبات حياته الأسرية، وواجباته الوظيفية، فطغت واجباته الأسرية على واجبات وظيفته نتيجة تدهور الحياة المعيشية .
ومما زاد الطين  بلة هو اختلال ميزان الأخلاق او العدالة بين المعلم والطالب وصمت الجهات الرسمية المتمثل بوزارة التربية والتعليم ومكتب التربية وإدارة المداس ومجالس الأباء  و نقابة المعلمين الجنوبيين .
تعدى ميزان الأخلاق لسائر الوظائف الحكومية .. فعند مقارنتنا بين راتب الموظف الذي كان بالأمس طالبا وبين من كان له معلما نجد ذلك الخلل الكبير والبون الشاسع بين راتبي الاثنين ؟ فأين الأخلاق و العدالة في ذلك وأين حق المعلم ؟
من حق المعلم علينا أن نقف معهم في خندق واحد وأن ندافع عن حق المعلم، ففي دفاعنا عن حق المعلم ندافع عن حق أولادنا وأحفادنا في التحصيل العلمي السليم .
إن الوقوف مع حق المعلم وحمايته في حصوله على أعلى المراتب في السلم الوظيفي سيحفظ كرامته وشخصيته من أن يشعر بضعفه وإهانته من إنتقاص حقه كما حدث في المسرحية الهزلية التي حدثت في ثانوية عبد الرحيم الأهدل  العالم الفقيد والكاتب والشاعر في دنيا الأدب والتربية، ولو سألت هؤلاء الطلبة الذين اعتدوا على كرامة وشخصية معلمهم المفصولين سابقا من مدرسة النهضة؟ أو مأمور المديرية مخرج هذه المسرحية أو كبير المعتذرين فيها من هو عبدالرحيم الأهدل؟ سيكون جميعا جوابهم شهيد أو لاعب كرة كبير.. من هنا ضاعت الأخلاق عندما تضيع سيرة الأعلام والقدوة في المجتمع.
إن وقوفا عاجزين امام حق المعلم هو الوقوف ضد الحاضر وضد أغلاق بوابة المستقبل أمام أجيالنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى