( المعلم ) .. أهانته ( الدولة ) قبل أن يهينه ( الآخرون ) ..
حضرموت حُرّة/ بقلم: أحمد عمر باحمادي
ما بين ( ترميحة ) قاسية ودَوس تحت النعال يعقبها ( قبلة ) خفيفة وسريعة ومستعجلة فوق الرأس .. مضت جريمة منكرة من جرائم العصر أهين فيها معلم الناس وباعث النهضات ومحيي موات الشعوب ..
حادثة جاءت لتذكّر الناس أن المعلم حينما يُهان على يد حكّامهم ودولتهم يستهين به كل أحد .. ففي اليمن رأينا طلاباً في ( عدن ) يضربون معلمهم بالأمس ويعتذرون منه في اليوم الثاني .. اعتذار خفيف بارد لم يلاقوا بعده عقاباً مستحَق مقابل ما اقترفوه من إثم مبين ..
القانون اليمني بمقابل القانون السعودي استهان بالمعلم أيضاً .. ففي اليمن عقوبة الاعتداء على موظف ( ويندرج تحته المعلم ) أثناء أداء وظيفته هو الحبس ( عامان ) مع الغرامة ( غير محددة ) ويحددها القاضي نفسه ..
بينما القانون السعودي يشرّع أن الاعتداء على المعلم أو المعلمة لفظياً أو جسدياً أو عبر وسائل الإعلام أو التواصل الاجتماعي غرامته مليون ريالاً سعودياً ( ما يقارب نصف مليار بعملتنا ) والسجن ( 10 ) سنوات ..
قوانين العمل في بلادنا تستثني المعلم من الإضافي في حال الزيادة عن دوام العمل وتستثنيه من العلاوات أو الزيادات أو المكافآت أو الإكراميات أو أي شيء يخطر في بالك يعزز مكانته ويدعم موقفه المالي ..
بل حتى رواتبه لم تسلَم من التأخير والاستقطاعات تحت مسميات كثيرة وهي لا تكاد تفي ولو بنصف احتياجاته الأساسية .. فأي ظلم يعيشه المعلم المسكين .؟!!
ومع معاناة المعلم من راتبه وتأخره لأيام كتب أحد الطلاب لمعلمه في ورقة الامتحان حينما لم يستطع إكمال الفراغ .. كتب مستهزئاً منه ( راتبك عند العمقي ) .. قصة حدثت عندنا ويمكن لنا أن نعتبرها حلقة من حلقات الاستهانة بالمعلم ..
متى يمكن للمعلم أن ينال حياة عزيزة كريمة تليق به ..؟!! .. ومتى سيتوقف مسلسل الإهانات التي يتلقاها كل حين ..؟!! .. إهانات بدأتها دولته وحكومته منذ أمدٍ بعيد قبل أن يواصلها ( الآخرون ) ..