في بيتنا حنش
حضرموت حُرّة/ متابعات
بقلم: د. أنور الصوفي
بينما نحن نجهز للغداء ووضعنا ما تبقى من العشرة كيلو التي اشتريتها بـ 23500 في الصحن، دخل علينا حنش قد فقد صوابه فتحول المطبخ إلى ميدان عسكري استخدمنا فيه كل الأسلحة الموجودة، فكسرنا الشفاط، والموف، وتكسرت علينا القلاصات، وأصبت بتمزق في اليد اليمنى، وأضرار أخرى، لكن أكبر خسارة واجهناها هي أننا خسرنا الرز الذي أعددناه وجهزناه، فلقد تطايرت حباته في كل مكان.
قضينا على الحنش، وانقلب كل واحد منا هو الفارس الهمام الذي نال من الثعبان، وكان كل واحد منا يستعرض بطولاته في القضاء على ذلك الثعبان، ولم ننتبه أننا بشجاعتنا هذه وبطولاتنا قد فقدنا وجبة الغداء الأخيرة من القطمة أبو 23500، فحاولت الحصول على رقم الدكتور أحمد عوض بن مبارك ليوجه بصرف راتب شهر يناير لنشتري لنا قطمة رز، ولكن للأسف لم أحصل على رقمه، فقلت لأفراد الأسرة دعونا نواصل النوم بعد هذا المجهود الحربي، فواصلنا النوم على دم بطوننا في انتظار توجيهات الدكتور بن مبارك، لنشتري لنا راشن، أما الثعبان فقد رقصنا على رأسه حتى قتلناه.
الرقص على رؤوس الثعابين مش سهل، فقد تخسر بسبب هذه الرقصة آخر وجبة، وأخيرًا أتمنى على أي شخص معه رقم الدكتور بن مبارك أن يقول له: إننا بلا غداء، ونريد منه توجيهاته الكريمة لصرف راتب شهر يناير فقد تداخلت علينا الشهور في عهد الدكتور معين، ونصيحة لكل مواطن بطلوا الفزعات فقد تفقدكم وجبتكم الأخيرة، فالرقص على رؤوس الثعابين خطير، لهذا أحببت أنبه كل من واجه مشكلة أن يتعامل معها بحكمة، مش مثلنا فنحن كسرنا كل السامان وفقدنا وجبة الغداء بسبب الثعبان، وأصبت بتمزق في في اليد اليمنى، فالخسائر كبيرة، والمشكلة بسيطة كان بالإمكان التعامل مع الثعبان بكل سهولة، ولكن يبدو أننا قدنا مشحونين بسبب الوضع الصعب وأفرغنا كل غضبنا في ظهر الثعبان المسكين الذي لم يجد له مخرجًا، فتعاملنا معه وكأنه هو سبب الوضع الذي نحن فيه.
آخر تنبيه من واجه مثل هذا الثعبان فليتعوذ من الشيطان ولا يستعجل لأن مشاكلنا مش مع الثعابين، ولكن مشاكلنا كلها مع من يرقص على رؤوس الثعابين.