على خُطى ( حقوقنا ) .. رفعنا ( الشارة الحمراء ) ..
حضرموت حُرّة/ بقلم: أحمد باحمادي
لا أعلم كيف أصِفُ لكم ذلك الشعور اللذيذ الذي أحسستُ به صباح هذا اليوم الـ ( 4 ) من فبراير 2024م حينما رأيت جميع المعلمين والإداريين وعمال الخدمات بل وكل منتسب يعمل في سلك التعليم في ( مدرستي ) وقد طوّقوا سواعدهم ـ جميعاً ـ بالشارة الحمراء ..!!
لم أرضَ أن أتنازل عن ذلك المشهد البديع والرفيع ولا أن أمحوَه من ذاكرتي وقد ملك عليّ دواخلي حتى عزمتُ أن أنقله لكم في هذا المقال السريع الذي هو أقرب إلى خاطرة وجدانية سرَت بداخلي تفاعلاً مع يوم استثنائي جميل ..!!
في مفتتح الصباح المشرق .. ومنذ أن بدأنا نوزّع الشارات الحمراء إلا وقد استثيرت همة الموظفين والمتعاقدين بشتى تخصصاتهم وأعمالهم .. رأيت الحماسة تدبّ في أوصالهم ومفاصلهم ليتحولوا إلى مشاعل متّقدة من النضال والكفاح من أجل حقوقهم ومطالبهم.
استجابَ الكل لدعوة لجنة ’’ حقوقنا تجمعنا ‘‘ ومضوا في دربهم لا يلوون على شيء .. لا شكّ أنهم يعرفون ما هم مُقدمون عليه .. والواقع البائس ووضعهم المعقّد أعطاهم دفعةً من الثبات والتكاتف والالتفاف حول بعضهم البعض .. وأكثر ظني بهم ـ وأرجو ألا يخيب الظن ـ أنهم لن يُحجموا عما ساروا فيه وهم ماضون من البداية إلى النهاية ..!!
لقد تحمّل المعلم والتربوي جبالاً من الأعباء والهموم والأثقال .. دافعها بشجاعة وصبر وأنفة .. وكانت تزيد عليه وطأة عاماً بعد عام حتى بات لا قدرة له على الاحتمال أكثر .. استهلكت قدراته وطاقاته وأثّرت حتى صحته ولياقته البدنية والعقلية والنفسية ..!!
وإذا رجعنا إلى الذكريات الأولى لوجدنا كيف كان المعلم صحيحاً معافى مليئاً بالحيوية والنشاط .. فكان لا يكلّ ولا يملّ من العطاء والتربية وتخريج الأجيال .. والمرحلة التي كان الجميع فيها يقدّره ويعرف له حقه قد اندثرت ..!!
آن له اليوم أن يفرض مطالبه وحقوقه فـ ( الحقوق تنتزع ولا توهب ).