رأي

أحاديث حضرمية .. هذه العجماء خطت بخطاي

حضرموت حُرّة/ بقلم: عوض سالم ربيع

عرب بادية زمان ليسوا كعرب اليوم فقد كانت حياتهم امتدادا للإشراق النبوي .. من كلمته الغزالة محمد الهادي الدال .. وكان، صلى الله عليه وسلم، منصفًا للعجماوات من أصحابها … يشكو إليه البعير .. وتشكو إليه الغزالة .. والكفار يعلمون أنه الصادق المصدوق لكن أخذتهم العزة بالإثم حتى وهم في كفرهم يقولون محمد لا يكذب لكنه جاء ليفرق بيننا وبين آلهتنا .. ثمة ارتباط وجداني بين البهيمة والإنسان .. ولغة ليس كل بهيمة أنعام .. فالحمار بهيمة لكنه ليس من الأنعام .. أحلت لكم بهيمة الأنعام .. من ذلك أن أعرابيا باع جملا فلما أراد المشترون ذبحه امتنع الجمل عن الدخول إلى المنصة الرئيسة لأنه ماشي معاه بطاقة فنادوا صاحبه فأخذ بخطامه يقوده الى المجزرة والجمل يتبعه خطوة بخطوة فلما رأى المشترون الجمل أشهروا سكاكينهم لذبحه .. لكن الأعرابي قال لهم والله لا.. لا.. تذبحونه وابحثوا له عن سبب معقول .. خذوا العدي حقكم صافيه وحق الحواله ع حسابي .. هذا الجمل ائتمني وخطا بخطاي وأخذ الجمل.. لكن رسالة الأعرابي لنا في الألفية الثالثة أن الغدر مرفوض حتى ولو كان المغدور به حيوانا فما ظنكم بمن يقود قطعانا للتطبيع .. في مجتمعنا الحضرمي تجسدت الألفة كائنا يسعى بين الإنسان والحمار .. فالعربية التي يجرها الأخير ربما أرهقته فكان صاحب الحمار لا يرهقه بسعر البصل أو بتحميل 4 كتب من قوقل ولا 5 جواني رز بوسبته على العربية فإذا دمعت عينا الحمار الساعة 12ظ .. أعطاه قسطا من الراحة وخلاه يجلس تحت وحدة من الصرافات كما الطلاب لمان يصرفون الراتب .. إذن فالإنسان الحضرمي عرف حقوق الحيوان فما ظنكم بحقوق الإنسان التي يتشدق بها المتنطعون ويتغنون بلغة الأطيار الدفيف والزفيف والرفيف لأن المزاهر غير المزابل والشواطئ غير المقابر ومع هذا يبيدون أطفال غزة ومن ورائهم نشتي نطبع بتشديد الباء طال عمرك.

نحن بحاجة إلى ملثم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى