رأي

تمخض الجبل فولد فأراً 
الحوثي كيان إرهابي وليس منظمة إرهابية

حضرموت حُرّة/ بقلم: د.عبدالعزبز صالح جابر

باحث مختص في الإعلام السياسي


أعلنت وزارة الخارجية الأميركية في بيان الأربعاء الماضي، إعادة تصنيف جماعة الحوثي “جماعة إرهابية عالمية”، وذلك في قرار يسري بعد 30 يوما من تاريخ اصداره ،وأنه خلال مدة الثلاثين يوما قبل نفاذ القرار “ستجري الحكومة الأميركية تواصلا واسع النطاق مع الأطراف المعنية، ومقدمي المساعدات، والشركاء المهمين لتسهيل المساعدة الإنسانية والاستيراد التجاري للسلع الضرورية في اليمن”.
الخارجية الأميركية اكدت أنها تعمل على الحد من تداعيات تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية على اليمنيين، وأنها ستتخذ خطوات إضافية ضد الحوثيين عند الضرورة، وأن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية عالمية سيحد من تمويلهم،  كما تعهدت الخارجية الأميركية بأن واشنطن ستفرض عقوبات على كل من يدعم الحوثيين.
كل ما تم يجسد المثل «تمخض الجبل فولد فأراً»،  فهذا المثل ينطبق على القرار الامريكي باعادة ادراج الجماعة الحوثية كيانا ارهابيا عالميا وليس منظمة إرهابية أجنبية وفقا والقرار الذي اتخذه الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب ، فهذا القرار الذي أعلنته الولايات المتحدة الامريكية يوم الاربعاء وصنفت فيه جماعة الحوثي المدعومة إيرانيا، “ككيان إرهابي عالمي مصنف بشكل خاص”؛ و بعد نحو ثلاث سنوات من إزالة الجماعة عن قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية ، لم يكن على قدر حجم التهديدات  والاعمال الارهابية سواء في البحر الاحمر أو بناء على الجرائم والانتهاكات التي تمارسها بحق المواطن اليمني الواقع في المناطق التي تسيطر عليها منذ انقلابها على الحكومة الشرعية منذ سبتمبر 2014م وكذا هجماتها على المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، ورفضها وتحديها للقرارات الدولية ذات العلاقة بإحلال السلام   ، فهذا القرار الذي تحاول أن تروج له الآلة الاعلامية الامريكية لم  يكن  بقدر الجهد والوقت الذي بذل، ويظهر ضحالة أهميته والذي ما كان إلا فقاعات هوائية .
ماذا يعني الحوثي كيان إرهابي عالمي؟!
قررت إدارة بايدن تصنيف الجماعة الحوثية  أنها “كيان إرهابي عالمي مصنف بشكل خاص” (SDGT) Specially Designated Global Terrorist group؛ مصنف بشكل خاص، بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224″ في محاولة من البيت الأبيض لتبرير هذا التصنيف بأنه لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن ،ويفرض الأمر التنفيذي رقم 13224 عقوبات صارمة على “أشخاص أجانب تبيّن أنهم ارتكبوا أعمالاً إرهابية تهدد أمن الأميركيين، أو الأمن القومي أو السياسة الخارجية أو الاقتصاد الأميركي، أو يشكلون خطراً كبيراً لارتكاب أعمال مماثلة” بحسب وزارة الخارجيةالأميركية،
 البيان الصادر عن البيت الأبيض، اكد أن هذا  التصنيف هو “أداة هامة لقطع تمويل جماعة الحوثي، وتقييد وصولهم إلى الأسواق المالية، ومحاسبتهم على أفعالهم، مشيراً إلى أنه تم وضع هذا التصنيف خصيصاً، لتفادي تأثر المدنيين اليمنيين بالقرار، مشيراً إلى أن الشعب اليمني “لا يجب أن يدفع ثمن أفعال الحوثيين”.
ويسمح تصنيف “كيان إرهابي عالمي محدد بشكل خاص”، للولايات المتحدة الامريكية، بتجميد أصول أفراد وكيانات تقدم الدعم أو المساعدة للكيان المصنف، بالإضافة إلى فروع ترتبط بها أو منظمات صورية أو شركاء وهذا ما ينطبق على جماعة الحوثي . ويختلف هذا التصنيف عن قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.
عواقب التصنيف ككيان إرهابي عالمي :
هناك عواقب سوف تلحق بالجماعة الحوثية نتيجة للقرار الامريكي بتصنيفها ككيان إرهابي عالمي بشكل خاص (SDGT) وهي :
•  مع استثناءات محدودة منصوص عليها في الأمر التنفيذي بإنشاء التصنيف، يتم حظر جميع الممتلكات والمصالح في ممتلكات الأفراد أو الكيانات المدرجة في الولايات المتحدة، أو التي تقع داخل الولايات المتحدة، أو التي تقع في حوزة أو سيطرة أشخاص أميركيين.
• يحظر أي معاملة أو تعامل من قبل أشخاص أميركيين أو داخل الولايات المتحدة في ممتلكات أو مصالح في الممتلكات المحظورة بموجب التصنيف، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر تقديم أو تلقي أي مساهمة من الأموال أو السلع أو الخدمات إلى أو لصالح الأفراد أو الكيانات المحددة بموجب الأمر.
• تُحظر أي معاملة من قبل أي شخص أميركي أو داخل الولايات المتحدة تتهرب أو تتجنب أو تهدف إلى التهرب أو تجنب أو محاولة انتهاك أي من المحظورات الواردة بموجب التنصيف.
• يجوز تقدير العقوبات المدنية والجنائية على الانتهاكات.
•  تعطيل الشبكات الإرهابية، وبالتالي قطع الوصول إلى الموارد المالية وغيرها من الموارد من المتعاطفين معها.
• يشجع التصنيف الكيانات المعنية على الخروج من أعمال الإرهاب.
ما هو الفارق بين كيان إرهابي عالمي ومنظمة إرهابية أجنبية؟
المنظمة الإرهابية الأجنبية :
1- يؤدي التصنيف إلى تجميد للأصول.
2- يفرض قيود هجرة على أعضاء المنظمة الأجنبية لمجرد عضويتهم فيها،
3- يفرض تصنيف المنظمات الإرهابية الخارجية جرم جنائي على تقديم الدعم والمصادر المادية إلى المنظمة الإرهابية عن علم
4- يعتبر تقديم “الدعم والمصادر المادية” أو تلقي تدريب من نوع عسكري من أو نيابة عن جماعة مصنفة كمنظمة إرهابية أجنبية من قبل شخص في الولايات المتحدة أو خاضع للولاية القضائية الأمريكية عن علم جريمة.
5- لا يسمح بدخول ممثلين أو أعضاء من جماعة مصنفة كمنظمة إرهابية أجنبية، إن كانوا أجانب، إلى الولايات المتحدة، ويجري ترحيل في بعض الحالات خارج الولايات المتحدة.
6- باستثناء ما يسمح به وزير الخزانة، يجب على أي مؤسسة مالية أمريكية على دراية بحيازتها أو سيطرتها على أموال للمنظمة الإرهابية الأجنبية أو وكيل لها مصالح، الاحتفاظ بهذه الأرصدة والإبلاغ عنها إلى وزارة الخزانة .
7- يجوز لوزارة الخارجية تصنيف المنظمات الإرهابية الأجنبية والإرهابيين العالميين المصنفين بشكل خاص بالتعاون مع وزارة العدل
الكيان الإرهابي العالمي الأمر التنفيذي 13224(SDGTs))
1يؤدي التصنيف إلى تجميد للأصول.
2- يقيد الأمر التنفيذي 13224 سفر الأشخاص الذين يستوفون المعايير الواردة في الأمر. وبالإضافة إلى ذلك
3-  تصنيف الأمر التنفيذي رقم 13224 هو التصنيف الوحيد الذي يتضمن صلاحية وزارة الخزانة لتصنيف أفراد أو كيانات إضافية ضالعة في تقديم الدعم أو كيانات أو أفراد مصنفة.
4-  تحظر جميع الممتلكات والمصالح في الممتلكات للأفراد والكيانات المصنفة الموجودة في الولايات المتحدة أو القادمة من الولايات المتحدة أو في حوزة أو تحت سيطرة الأفراد الأمريكيين، مع استثناءات محدودة منصوص عليها في هذا الأمر، أو كما هو مسموح بها من قبل مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بوازرة الخزانة (أوفاك)،
5- يحظر أي تعامل أو تداول من قبل أفراد أمريكيين أو داخل الولايات المتحدة في الممتلكات أو المصالح في الممتلكات التي تم حظرها بموجب هذا القانون. ويتضمن هذا، على سبيل المثال لا الحصر، تقديم أو تلقي أي أموال وسلع وخدمات لمنفعة الأفراد أو الكيانات المصنفة.مع استثناءات محدودة منصوص عليها في هذا الأمر، أو مسموح بها من قبل أوفاك
6- يحظر أي تعامل من قبل مواطن أمريكي أو شخص مقيم في الولايات المتحدة لتجنب أو محاولة التجنب أو خرق أي من أشكال الحظر الواردة في الأمر. كما يحظر أي مخطط يستهدف لخرق أي من هذه المحظورات
7- يجوز لوزارة الخزانة فقط تصنيف الإرهابيين العالميين المصنفين بشكل خاص.  بالتعاون مع وزارة العدل
العواقب المترتبة على التصنيف كمنظمة إرهابية إجنبية
أوكيان إرهابي عالمي  
الحظر الجنائي
بخلاف تصنيف “كيان إرهابي عالمي مصنف بشكل خاص” (SDGT)، يفرض تصنيف “منظمة إرهابية أجنبية”، حظراً جنائياً على تعمد تقديم “دعم مادي” أو موارد إلى المنظمة الخاضعة للتصنيف، بحسب “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات” (fdd.org) وهي مؤسسة أميركية فكرية.
وتصل العقوبة الجنائية لتقديم دعم مادي لمنظمة إرهابية إلى “السجن مدى الحياة”، فيما تصل العقوبة لتصنيف “مجموعة إرهابية عالمية محددة” إلى “السجن 20 عاماً”. ويخضع المخالفون في إطار كلا التصنيفين “لغرامات مدنية ومصادرة ممتلكات”.
التعويضات
ويحظر تصنيف مجموعة على أنها منظمة إرهابية أجنبية (FTO) على الأميركيين والأشخاص والمؤسسات الخاضعة للولاية القضائية الأميركية تقديم “دعم مادي”، كما يتيح للضحايا إمكانية “رفع دعاوى قضائية للحصول على تعويضات عن الأضرار المدنية الناشئة عن تقديم دعم مادي لمنظمة إرهابية”. 
وفي حالة تصنيف منظمة على أنها “مجموعة إرهابية عالمية مصنفة بشكل خاص”، لا يُسمح للضحايا برفع دعاوى قضائية للحصول على تعويضات عن الأضرار، وتشمل العقوبات “استهداف أي مؤسسة مالية ترتبط بالنظام المالي الأميركي”.
ويسمح للحكومة الأميركية “بتجميد الأصول، وفرض عقوبات مالية على كيانات في نطاق الولاية القضائية للولايات المتحدة فقط”، كما يحظر إصدار التأشيرات، والدخول إلى الولايات المتحدة.
معايير الإدانة 
وفيما يتعلّق بحدود القانون أو العتبة القانونية للملاحقة الجنائية لتقديم الدعم المادي لـ”منظمة إرهابية”، تتطلّب الإدانة “دليلاً على أن المخالفين كانوا على علم بأنهم يقدمون الدعم لمنظمة تشارك في أنشطة إرهابية”.
في المقابل، لا يحظر تصنيف “مجموعة إرهابية عالمية مصنفة بشكل خاص” إصدار التأشيرات، والدخول إلى الولايات المتحدة، وتتطلب الإدانة دليلاً على أن شخصاً أميركياً “تعمد” تقديم الدعم لمنظمة إرهابية، وهو ما يشترط “معايير أعلى من الأدلة”.
الولاية القضائية
يتجاوز تطبيق تصنيف “منظمة إرهابية أجنبية” الحدود الإقليمية، إذ ينص بشكل صريح على أنه “قابل للتطبيق في أي مكان على أي شخص”. 
أما في حالة تصنيف “مجموعة إرهابية عالمية مصنفة بشكل خاص”، لم يذكر التصنيف صراحة أنه قابل للتطبيق فقط على الأشخاص الأميركيين أو أي شخص يتسبب في انتهاك شخص أميركي للعقوبات المفروضة على “مجموعة إرهابية عالمية محددة بشكل خاص”.
“كارثة إنسانية” عذر اقبح من ذنب !
المخاوف من كارثة انسانية في اليمن هذا الامر كان المبرر لإدارة بايدن لرفع جماعة من الحوثي من تصنيفها  كـ”منظمة إرهابية أجنبية”
(FTO) Foreign Terrorist Organizations،
بموجب المادة 219 من قانون الهجرة والجنسية (INA)الذي اتخذته إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، والذي وبعد وقت قصير من تولي إدارة بايدن السلطة، ألغى وزير الخارجية أنتوني بلينكن في فبراير 2021 التصنيف، في خطوة لاقت انتقادات شديدة من قبل مشرعين محافظين وغيرهم، ولكن الإدارة قالت إن الهدف من هذا القرار اعترافا بالوضع الإنساني المتردي في اليمن ،والاستماع إلى تحذيرات من الأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية، وأعضاء الكونغرس من الحزبين، من بين آخرين، من أن التصنيفات يمكن أن تترك تأثيرا مدمّرا على حصول اليمنيين على السلع الأساسية مثل الغذاء والوقود. وتهدف هذه الإلغاءات إلى ضمان أن السياسات الأمريكية ذات الصلة لن تعرقل تقديم المساعدة إلى أولئك الذين يعانون بالفعل مما يسمى أسوأ أزمة إنسانية في العالم ، من خلال التركيز على تخفيف الوضع الإنساني في اليمن، وأن تركّز الأطراف اليمنية أيضًا على الانخراط في الحوار وعدم الإضرار بآفاق محادثات السلام وإلحاق المزيد من الضرر بالاقتصاد اليمني في بلد يواجه شبح المجاعة .
إن هذا الادعاء لرفع الجماعة الارهابية من قائمة التنظيمات الارهابية هو بمثابة عذر أقبح من ذنب، اثبتته الاحداث الاخيرة خاصة وممارسات الجماعة الحوثية منذ ذلك الوقت لليوم من خلال ممارساتها الارهابية وعدم جنوحها للسلام ، والتمرد على كل القرارات الاممية الدولية والمبادرات الاقليمية للتهدئة واحلال السلام .
اهداف أميركية خاصة
الولايات المتحدة الامريكية لها أهدافها الخاصة بتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية عالمية وفقا والقرار الاخير ليس لها علاقة بالحرب في اليمن والمعاناة الانسانية التي احدثها انقلابهم على الحكومة الشرعية وكذا تهديدهم لدول الجوار و تتلخص اهدافهم الخاصة في ما يلي : 
–  الهدف من تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية هو “القضاء على تمويلهم وتسليحهم”، وأن هجماتهم على القوات العسكرية الأميركية والسفن الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن”تعريف حرفي للإرهاب”.
–  أن يجبر هذا التصنيف الحوثيين على الابتعاد عن إيران.
– الهدف النهائي للتصنيف  إقناع الحوثيين بوقف التصعيد وإحداث تغيير إيجابي في سلوكهم ، وأنه إذا أوقف الحوثيون هجماتهم فسوف يتم النظر في حذف التصنيف.

– مراقبة الوضع وتقييم أفعال الجماعة الحوثية سوف تستمر من قبل الولايات المتحدة الامريكية  لتحديد الموقف تجاه الجماعة الحوثية في المستقبل .
اعتراف امريكي بالفشل مقدما
هناك تاكيدات أمريكية بأن الحوثيين عززوا من قدرتهم بعد شطبهم من قائمة الإرهاب في أول مرة، كما هناك إصرار من المسؤولين في واشنطن على أن الولايات المتحدة لا تنوي خوض حرب مع الجماعة.
وتعهدت الخارجية الأميركية بأن واشنطن ستفرض عقوبات على كل من يدعم الحوثيين ،واكدت ان إدراج جماعة الحوثي في قائمة الكيانات الإرهابية سوف يحول دون وصولها إلى النظام المالي العالمي، فضلا عن عقوبات أخرى، هذا يدل على اقرار امريكي مقدما بفشل هذا القرار ،وانه لم يكن قرارا استراتيجيا للقضاء على الجماعة الحوثية وانما هو فقط لذر الرماد في العيون ،وان السياسة الامريكية لها حسابات اخرى اقليمية ودولية.
الحوثيون يتحدون القرار
وصفت الجماعة الحوثية ، القرار باعادة تصنيفهم ككيان ارهابي بأنه “ابتزاز أميركي غير مشروع” ليس له قيمة، وانهم لن يخضعوا لمثل هذا الابتزاز وان هذا التصنيف ما هو الا تحصيل حاصل،  وهناك صعوبة موجودة بالفعل في عمليات نقل الأموال، أي أن الموضوع سيكون فرض عقوبات داخل عقوبات ولن يضيف جديدا”. لأنه لا توجد للجماعة مؤسسات مالية ولا تحويلات مصرفية ولا أرصدة في الخارج، وبالتالي لن تتأثر الجماعة بشيء” حسب زعم الجماعة الحوثية ،وبذلك تعهدوا بمواصلة مهاجمة السفن في البحر الاحمر وخليج عدن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى