الصحافي والإعلامي .. وإشكالية الأخطاء اللغوية والإملائية (1 / 2)
حضرموت حُرّة/ بقلم: أحمد باحمادي
● معرفة وتطوير :
مما ينبغي على الصحافيين والمشتغلين بمهنة الإعلام عموماً أن يعرفوا ( العربية ) لغتهم الأم ولغة بلادهم، وأن يتجنبوا فاحش الأخطاء اللغوية والإملائية والتحريرية ومخالفة قواعد اللغة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، فمما يُلاحظ على بعض الصحافيين ـ ونحن منهم ـ أنه إذا كتب أو تكلّم بشكل مرتجل كثُرت أخطاؤه لهذا تقرر أن الارتجال مظنة لكثرة الأخطاء اللغوية والتعبيرية.
ومن باب الحكمة أن يحرص الصحافي والإعلامي على تطوير نفسه وتقييمها باستمرار، وأن يرى حاله فيما يخص الأخطاء اللغوية والنحوية والإملائية وحتى البلاغية، وفي مدى وقوعه في تلك الأخطاء واقترافه للحن قلة أو كثرة، كل ذلك كي يتلافى النقص الحاصل لديه وتنمو مهارته اللغوية.
● خوف الخطأ في اللغة عند الأولين :
كان أجدادنا الأولون يخافون أشد الخوف الوقوعَ في اللحن والخطأ اللغوي، ويحرصون على ضبط ألفاظهم عند الحديث وعند الكتابة، هذا ما كان عليه الناس وما كانت عليه أمتنا في زمنها الأول .. وقد روي عن الأصمعي قوله : قيل لعبد الملك بن مروان : أَسْرَعَ إليك الشيب! فقال : وتنسى ارتقاء المنبر ومخافة اللحن!
وقد ذكروا أن هند بنت أسماء بن خارجة لحنت وهي عند الحجاج فقال لها : أتلحنين وأنت شريفة في بيت قيس، اللحن واضطراب اللغة خسيسة تحط قدر الشريف.
● قواعد تطبيقية :
ثم لا ينبغي أن يغيب عن بالنا أن قواعد اللغة العربية هي قواعد عملية تطبيقية، فما فائدة أن يحفظ الكثر منا مجموعة من القواعد النحوية والإملائية ثم لا يطبقها واقعاً في حياته وفي ممارساته العملية كتابة وإبداعاً ؟!!
لهذا سوف نحرص من خلال بعض الوقفات المبسطة إلى سدّ هذا النقص بغية التقليل من هذه الظاهرة الخطيرة الشائعة
مستعينين في ذلك بمراجع من كتب ومؤلفات عنيت بهذا الجانب وهي قليلة وربما لم تكنْ في متناول البعض منا أو ربما تقاعس عن الاطلاع عليها.
● الكتابة ضرورة :
عرف الإنسان الكتابة منذ القديم وعمل على تطويرها حتى وصلت إلى هذا الشكل؛ “شعر الإنسان منذ البداية بعجزه عن تذكر الأحداث، والأعداد، والتواريخ، فعمل على تدوينها في صورة ثابتة يمكن الاحتفاظ بها والرجوع إليها كلما دعت الحاجة، فتوصل إلى تحويل الرموز الصوتية – أي اللغة – من رموز سمعية إلى رموز مرئية”
● اللغة باعتبارها أداة :
وهي وسيلة التخاطب والتفاهم، نطقا وكتابة، وتختص بالكتابة وهي ما تحتويه معظم المصنفات التي عنيت بالتحرير الأدبي.
● ظاهرة الضعف في استعمال اللغة العربية وعلاجها :
لوحظ في الآونة الأخيرة ضعف كثير من الفئات ـ كالطلاب الدارسين في المراحل الجامعية ومن دونهم في المستوى وأيضاً المشتغلين في مهنة الإعلام والصحافة وغيرهم ـ في اللغة العربية، وقد عقدت في العقدين الأخيرين عدة ندوات لمناقشة هذه الظاهرة ورأى المختصون بعض الحلول لمعالجتها ومنها :
ـ الارتقاء بمستوى مدرسي اللغة العربية بالمراحل قبل الجامعية، ووضع خطة لتدريب المدرسين، تتضمن تجديد معلوماتهم.
ـ الالتزام باللغة العربية الصحيحة كلٌّ في مجال عمله مع ضرورة الالتزام بذلك.
ـ وضع الحوافز الأدبية والمادية للممتازيين في ميدان تعلم اللغة العربية.
ـ تشجيع أفراد المجتمع وفئاته على حفظ القرآن الكريم وتلاوته حتي يكتسبوا السليقة اللغوية التي ترفض الخطأ.
ـ التركيز على تنمية المهارات اللغوية العربية، وهي فهم اللغة منطوقة، ومكتوبة، والتعبير الشفهي، والتعبير الكتابي.
ـ الحرص على التحدث باللغة العربية الصحيحة أثناء المناقشة والحوار وأثناء الكتابة والتعبير الشفهي، والتعبير الكتابي.
● العلاقة بين اللغة والفكر :
– لا يقوم الفكر إلا من خلال لغة.
– الذي لغته مشوشة أفكاره مشوشة.
– الذي لغته منضبطة أفكاره منضبطة.
– على المفكر أن تكون لغته واضحة حتي تكون فكرته واضحة، وعليه أن يلجأ إلى الوسائل المعينة على ذلك.
● كيف يكون الكاتب معبرا عن فكره بأكبر قدر من الصدق ؟
لكي يكون الكاتب معبرا عن فكره ينبغي أن يكون هناك حافز “داخلي، أو خارجي” للكتابة، كما ينبغي أن تتوافر المعلومات اللازمة للكتابة في موضوع ما، مع المعرفة التامة به، والإلمام بجوانبه، “ويكون ذلك عن طريق الرؤية، أو الثقافة، أو البحث، أو التجربة”، ومن الضروري تحديد عناصر الموضوع وترتيبها فكريا، ووضعها في تسلسل منطقي سليم، مع صياغة الموضوع باللغة العربية الصحيحة.