Uncategorized

أحاديث حضرمية.. ثقافة العوام

حضرموت حُرّة/ بقلم: عوض سالم ربيع

في أحاديثنا المحكية بالعامية نجد كثيرا من الصور البلاغية، مثال ذلك من قضى دينه نامت عينه .. يقولها العوام دون إدراك منهم بالمسند والمسند إليه والتشبيه والمشبه به .. فقضاء الدين ليس هو النوم بملء الجفنين لكن الصورة البلاغية توحي باستقرار النفس والنوم هو الخلود إلى الراحة فهل من المعقول أن موظفا استلم راتبه من الصرافة بعد 50 يوما وقام بتسديد دينه لصاحب الدكان ثم ظل طول الليل نافش من دكة لا دكة .. فلماذا لم تنم عينه مع أنه قضى دينه .. كذلك قول العوام بغا بيشمها عور عينها، والقصد هو عدم إصابة الهدف، غير أن الدكتور أحمد فؤاد الشايب له رأي مغاير في هذا الموضوع أن العامية ليست بلاغية، لكن الدكتور سعيد الجريري أتى بالصورة البلاغية المستترة لثقافة العوام من قول أحدهم: معي الشغلة بغيت لها تعاقد .. ففي هذه الحاله فإنك تخاطب المدير تحاشيا لذكر اسم البنية قدامه .. جبت لك الشغلة اللي كلمتك عليها أمس .. والشغلة هي الفتاة التي تجاوزت مرحلة الاستحاضة الأولى، فإن كانت في عصمة رجل معي أهل الدار أو معي الجماعة لأنه في أحاديثنا العامية تتم معاملة المفرد بالجمع خلافا للغة العربيه شفته بعيني .. سمعته بأذني .. مع أن للإنسان عينين وأذنين، فالشيئان المتماثلان، يفردا مثال شل رجلك .. ربخ يدك .. وللعوام تأويلات وأقاويل عجيبة مستخدمين فيها التورية فهم يقولون البلاد جاية .. وينطقونها يايه .. بمعنى أن البلاد ستخرج من عباءة الحرب العبثية كما في قول جورج قرداحي .. والجماعة يحنقهم الصدق وتزدهر مثل الصومال بعدما طرحوا يدهم في عشاهم أو أن البلاد يايه فوقنا .. وهذا هو الأرجح والصواب .. لأن كل شي ياي فوقنا بما فيه البصل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى