كفن الياسمين
حضرموت حُرّة/شعر
للشاعر: علوي بن محمود
أسدل ستائر حزنك
وأضئ دموعك اُنساً
أشفق على الطير المحاكي
وانحت أنينك تماثيل
من خشب الأبنوس
ودع طيور الوحشة
تأخذك تحت أجنحتها المزركشة
إلى مدن نافورة الأمنيات
ولا ترمِ قطعة نقدية
لكي لا تعكر صفحة الماء
وكأني جسد هذه الملاحات
تطعنني طيور البجع
بمناقيرها الضخمة
لتأكل ما تشاء من جوف أحشائي
ماذا يكون قلبي
سوى مرمى للسهام المشتعلة
ماذا تكون روحي
سوى رماد
في قاع المنفضة
يطفو بي الوجد
كمرارة في قعر
كوب القهوة
التي جرعتني الأقدار
لأظل صاحيا
لترى كم فقط
أحتمل الألم
والألم يأخذ بيدي
يخط رسمته
يهجئني أبجديته
التي تكتب لا تنطق
وحنجرتي غرقى
بجراح النمر
الذي أجاد التخطط
والألتهاب بصمت
هل يكون الحزن أخرس
في بلاغته
يضاهي السحب الباكية
التي لا تشكو
عويل الريح
هذا الياسمين المعترش
يلتف بي
ككفن من بياض وعبير
وهذا الصبار
حنوطي الأثير .