رأي

لو خيروني

حضرموت حُرّة/ بقلم: سليمان مطران


لو خيروني الاختيار لأجمل ما قيل في العيد من كلمات صيغت و الحان نُسجت   من نياط قلوبٍ محبةٍ انهكها طول البحث عن هدية العيد لمحبوبٍ تتشكل احرف الشوق اليه من خفقات  تنتظر لحظة لقاء و فرصة عناق يسبقها ذلك الثوب المشجر المعبر عن الوان الفرح وتعدد مواضع البهجة،  ليسبح بنا الخيال الي ما هو ابعد،  الي الكف(المُشجر) بالحناء ليلة الزِينة.
  لأخترتُ دون تفكير كلمات الشاعر الغنائي الحضرمي / غالب باعكابة
(أقبل العيد)  .
حقيقة يقف السامع أمامها مبهورا لحبكتها العاطفية المثيرة لسحر الشجون قبل العيون المختفي خلف  السؤال: 
أي شيءٍ؟
إنها الحيرة و ما أجملها أمام من نُهدي لهم او نبحث عن ما يحبونه  لا ما نُحبه .
فبرغم كل شيء لم يجد غير ذلك الحب الذي يزداد و يكبر
(أيُ شيءٍ غَيرَ حُبي لكْ 
لكِ يَزدَاد وَيَكبَر).
ذات الحيرة تملكتني لاقف امام اللحن الشجي المتناغم مع هدية العيد (المشجر) بإيقاعات من الموروث  الثقافي الشعبي الشبواني (العدة) إضافة الي تموجات معزوفاته المستوحاه منه و”لعلها كذلك” من موجات بحر “المشراف” او سِيف حميد او جول الديس برمزيتها المكانية قبلة للأحباب  وقت الاعياد، ألم تكن و لادة  رائعة المفلحي (رافعات الشياذر) من ذات الاماكن  .
اكتملت  ثلاثية (أقبل العيد)  بهاءً  وروعة و ملامسة للقلوب المستسلمة لهمسات الفرح برغم قوة إيقاعها بصوت و لحن ابي صبري الفنان الخالد فينا /كرامة سعيد مرسال فتتراءى لذوّاق النغم أنه   في سباق مع النغمات اللحنية للاغنية في تفاعل رهيب مع الاوتار الصوتية لمخارج كلماتها، قلّ ان تستسيغه الجُمل اللحنية في الاغنية الحديثة من حيث الانسجام التعبدي مع أصدقاء الفجر الحقيقيين و اجواء بزوغ  الخيوط الاولى للعيد ( و شدى الطيرُ و كبر)  .
حقيقة أغنية (أقبل العيد حبيبي) تحتاج الي  مشاعر تنسجم تماما مع العيد (لكل الناس) للبحث عن عواطفهم تجاه من يحبونهم ليس بالضرورة ان تكون هدية العيد ثوب لكن تكفي ان تكون لحظة (احتضان)..
(واحضُني القَلبَ المُعنى فيكِ ياحلمي المعطّر).
أقبل العيد أغنية ولدت لتبقى خالدة..
وكفى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى