حضرموت حُرّة/ بقلم: علي عمر الغرابي
من عين ون انطلقت الملحمة الأولى، ومن وادي نحب انطلقت الملحمة الثانية .. عندما نذكر هذين الموقعين وهذين الحدثين نجتر أن نذكر حدثين هامين تجرعنا مرارتها نحن ابناء حضرموت عامة و قبيلة العليي والحموم خاصة عندما استشهدا الزعيمين علي بن حمد بن حبريش وأخيه سعد بن حمد بن حبريش العليي.
إن هذين الزعيمين من أهم زعماء حضرموت، لهما السلطة القبلية في حضرموت، نحن نسميهما سلاطين الجبل إذ اتصفو بالشجاعة والحكمة، ورثوا ذلك أبا عن جد ولا يستطيع أحد أن ينكر ذلك لأن كل مقادمتهم ماتوا شهداء وشجعان، ولايعرفون الجبن ولا الخوف ولا التردد ولا يهابون الموت، يقابلون الموت وهم قيام شم الأنوف، وكل أجدادهم المقادمة واجهوا هذا المصير ونالوا الإباء والكبرياء في موتهم ومصيرهم ولهم هذا التاريخ الأشم، ولا تحصى السجلات مواقفهم الشجاعة.
إن هذا ليس بيت القصيد عندما بدأنا ذكر عين ون باعتبارها حدث ملحمي تم تسطيرها من قبل جميع قبائل حضرموت
فبعد أربعين يوما من مقتل المقدم علي بن حمد بن حبريش العليي تم تحديد عين ون عزاء لبيت علي .. تم التوافد إلى هذا الموقع من قبل مقادمة ومناصب ومشائخ ونقباء حضرموت، هذا الاجتماع في عين ون للعزاء أثار حفيظة السلطة الشمالية فبادرت هذه السلطة بمنع الناس ووفود القبائل أن تحضر هذا اللقاء لكن هيهات .. لم تمتنع ولم تلتزم القبائل الحضرمية للمنع بل أبت هذا القبائل إلا أن تشارك مشاركة كل قبائل حضرموت وتحركات القيادات القبلية والسياسية الحضرمية وأسلحتهم معهم .. وحرسوا الموقع أبناء الحموم .. ولمدة يومين وليلة التقوا الحصارم وهم في حرية طلقة، قالوا أحسن شعر وخطبوا أشجع الخطب و وقعوا على عدة اتفاقات ومعاهدات والتسامح و الصلح وفي كلمة الأخ جعفر باصالح قال إن الحضارم في عام 1967م التقوا الحضارم في جدة لمناقشة أوضاع حضرموت في عين ون نحن الحضارم رحنا رائحة ثمود وعاد وتذكرت أيام قيس بن مكشوخ وطالب الحق الكندي .. نحن الحضارم حررنا عين ون واستقطعناها وطهرناها وبعدها وادي نحب بعد استشهاد سعد بن حمد بن حبريش العليي الذي مات وهوقائم وحراسته البواسل استشهدوا معه.
بعد ذلك ظهرت الملحمة الثانية (الهبة الحضرمية) من وادي نحب، قامت الأسود النائمة منهم من استشهد وعلى رأسهم العقيد محمد عمرو العليي ومنهم من استجن ومنهم اصيب .. هذا الهبة أعطت لحضرموت هيبتها ومكانتها وتم الاستقضاء الأنفس التي زهقت من الحضارم وبالأخص تم الاستقضاء لبيت علي وللحضارم من المعتدين المتخلفين الشماليين.
رحم الله جميع شهداء حضرموت ورحم الله المقدمين سعد بن حمد وعلي بن حمد وجميع مقادمة بيت علي الذين كانت
لهم القيادة الاجتماعية للحموم، ويفصلوا في كل صغيرة وكبيرة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وليس قيادتهم الاجتماعية على الحموم بل وكل القبائل المجاورة للحموم و كل القبائل الحضرمية في الحكم والتحكيم والعدل ترجع للمقدم العليي واخص المقادمة الأولين و حاليا سالمين بن فرج بن المجنح عنده الحكمة والعرف، ولهم صولات وجولات سواء في المعراب والمشقاص، حتى بريطانيا أطلقت عليهم المصلحين الاجتماعيين
كل ما ذكرت ليس تملق اومدح ولا مجاملة إنما لابد أن نكون منصفين لهؤلاء الزعماء الاجتماعيين.
