مقال لـ أحمد عيدروس.. الجنوب ذاهب لتوقيع الوحدة في النفق مرة أخرى
حضرموت حُرّة –
هناك قوى سياسية يمنية مختلفة فيما بينها لكنها متفقة على حشر الانتقالي في الزاوية وهذه حقيقة فقد استطاعت القوى السياسية اليمنية أن تجعل من الوحدة هدف سامي لها وتناست خلافاتها وهذا حق مشروع إذا انطلقنا من دوافع وطنية وقومية لكن إذا كان الدافع هو الاستحواذ والنفوذ على القرار والثروة في الجنوب فهذا يعد احتلال وغزو ممنهج يستخدم أساليب سياسية لتفتيت التركيبة السياسية الجنوبية وخلط الأوراق وقد نجحت هذه القوى السياسية اليمنية في إيهام الانتقالي بأنه محاصر وبأن المكونات الجنوبية الأخرى تسعى لإخراجه من السلطة وهذا ما غذى عقدة نقص الشرعية التي يعاني منها الانتقالي وجعل منها بعبع يؤرق السلطة الفعلية في الجنوب وتحاول هذه السلطة الممثلة بالانتقالي إلى الحصول على الشرعية من قوى سياسية يمنية هي بالأساس لا تملك مشروعية إعطاء شرعية لنفسها فهي سلطة غير منتخبة ولم يفوضها الشعب بل جاءت بإملاء خارجي في أحد فنادق الرياض فكيف لهذه الشرعية المزعومة أن تمنح للانتقالي شرعية تمثيل الجنوب.
لقد نجحت القوى السياسية اليمنية المتناحرة فيما بينها أن تتفق على حشر الانتقالي في الزاوية فعلاً وهذا ما لوحظ في الفترة الأخيرة حيث أصبح قادة في الانتقالي يحصلون على مناصب قيادية هم في الأساس حاصلين عليها بتفويض شعبي وبفرض أنفسهم كأمر واقع فلماذا يطيرون فرحاً حين يصدر قرار رئاسي من رئيس مجلس القيادة الرئاسي بتعيين أحدهم في منصب قيادي، العجيب أن معظم الطيف السياسي في الجنوب يطير فرحاً لحصوله على لفته من القوى السياسية اليمنية ويتناسى أن هذه القوى هم أعداء الماضي وخصوم اليوم فلم يتغير شيء غير أننا أثبتنا أننا لا نجيد السياسة.
في الجنوب لا توجد قوى سياسية تكن العداء للانتقالي ما هنالك هو أن الانتقالي غير جاهز حالياً للشراكة الجنوبية – الجنوبية وهو من يبتعد خطوة من كل تقارب سياسي جنوبي ليخطو بدلاً منها خطوة في اتجاه القوى السياسية اليمنية.