رأي

لماذا تجاهل السلطة لإضراب المعلمين في حضرموت؟

حضرموت حُرّة/ بقلم: طه حسين بافضل

تتجاهل السلطة الشرعية اليمنية الإضراب المفتوح الذي تشهده محافظة حضرموت ساحلا وواديا، لذا تساءل الكثير من المهتمين بالشأن التعليمي والتربوي وغيرهم من المتابعين عن سبب هذا التصرف، ولكل إجابته المتوفرة لديه على هذا التساؤل المشروع.

فمنهم من يفسر تجاهل السلطة لإضراب المعلمين في حضرموت بالهروب المعتاد من قبلها لئلا تواجه المشكلة فضلا عن حلها، فهي تتهرب من الوفاء بوعودها للموظفين عموما والمعلمين خصوصا بإعطائهم حقوقهم من زيادة وصرف علاواتهم واعتماد تأمينهم الصحي وتثبيت المتعاقدين ونحوها من المطالب المشروعة.

ومنهم من يفسر تجاهل السلطة لإضراب المعلمين في حضرموت باعتباره يستهدفها من قبل اتجاه سياسي، البعض يقول أنهم تنظيم الإخوان وآخر يقول أنه الانتقالي وآخرون يعتقدون أنه يستهدف المحافظ مبخوت بن ماضي بهدف إفشاله أو إضعافه، وهكذا تعددت التفسيرات والواقع يقول بخلاف ذلك تماما، كما سيأتي.

ومنهم من يفسر تجاهل السلطة لإضراب المعلمين في حضرموت أنه بسبب عدم الاهتمام والاحترام والتقدير للمعلم، صحيح يمتدحونه بأنه معلم الأجيال وحامل لواء التنوير ومن على أكتافه يصعد الجميع ناهيك عن من يردد كاذبا قصيدة أحمد شوقي: قف للمعلم وفّه التبجيلا ** كاد المعلم أن يكون رسولا

ومنهم من يفسر تجاهل السلطة لإضراب المعلمين في حضرموت وهو تفسير فيه هجوم على المضربين والمضربات، بأنهم مستهترون أنانيون يهمهم فقط مصلحتهم ولايهمهم الطلاب ولا العملية التعليمية والتربوية وحماية المجتمع من الآفات التي ستضره بسبب الجهل وتعطيل التعليم والبلد يعيش حالة عدم استقرار.

وتفسير مشهور لتجاهل السلطة لإضراب المعلمين في حضرموت هو اتهامها الإضراب هذا بأنه غير مشروع وأنه صادر عن نقابات ولجان غير مرخّصة ولا معتمدة رسميا،  فهو من قبيل الفوضى والتدمير لمكتسبات الوطن من قبل فئات لا تحترم القانون ولا النظام وهي سفيهة تستحق التجاهل وعدم الالتفات إليها.

  تعددت التفسيرات والإضراب واقع حقيقي تعيشه منذ 6/فبراير المنصرم مدارس وثانويات ورياض الأطفال في وادي حضرموت بنسبة كبيرة جدا وفي الساحل مثلهم باستثناء القليل جدا ممن ظل الخوف يسيطر على قلوبهم وعقولهم أو من تعود على حماقة التصرفات ورعونة ردات الفعل، وكأنه يعتقد أن الإضراب يستهدفه.
بيت القصيد والسبب الرئيس لهذا الإضراب هو سوء الأوضاع المعيشية للمعلمين والمعلمات وهم يؤدون وظيفة مرموقة ليست كغيرها من الوظائف إذ كل الوظائف والمناصب إنما قامت على أكتاف الوظيفة الأبرز (التعليم) فكيف يُهان المعلم ويشقى وينهك ويغتم، وغيره ممن صعد وتبوأ ووصل بسببه مرتاح ومستغن؟
لن نستطرد في هذا السياق، فمقصودنا تجاهل السلطة لإضراب المعلمين في حضرموت بل تعدى ذلك كما نوهت آنفا إلى حماقة التصرفات ورعونة ردات الفعل من خلال تهديدات متتالية لكل من أضرب عن العمل بالخصم من الراتب لأنه يعد في نظرهم متغيبا.
المحافظ مبخوت بن ماضي جاء من سفره ولم يذكر الإضراب! وإذا صحت قصته مع باحشوان مدير مكتب القطن فقد أوضح المحافظ بن ماضي موقفه تجاه المعلمين والمعلمات الذين سلكوا الطريق القانوني الحضاري للمطالبة بحقوقهم المشروعة، فكان المنطقي من سعادته – وفقه الله وسدد خطاه – أن يحتويهم ويسعى إلى طريق الاقناع، واستمالتهم فالتعليم في رأس أولويات اهتماماته هكذا أظن به.

قبله الوزير الحضرمي الشاب العكبري الذي أعرفه معاديا للظلم ناصرا للمظلومين وللحقوق، إلا إنه لم يكن له حضوره وتدخله لحلحلة هذه المعضلة وقل كذلك عن رئيس الحكومة ورئيس قيادة المجلس الرئاسي.
الخلاصة: أن هذا التجاهل من قبل السلطة، مرده، فشلها في إدارة الدولة إن كان ثمة دولة موجودة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى