رأي

لقد أسمعت لو ناديت حيا

حضرموت حُرّة/ بقلم: هشام الصوفي

“لقد أسمعت لو ناديت حيـًا★★ ولكن لا حياة لمـن تنادي

ولو نارٌ نفخت بها أضاءت ★★ ولكن أنت تنفخ في الرماد “
في وطني ..

إذا سرق البسيط رغيف خبز أو سمكة باغة يتم القبض عليه ومحاكمته وإنزال أقصى العقوبات عليه، وإذا سرق كبيرها أو غنيّها تقام من أجله الولائم وتكتب له كلمات الثناء وقصائد المديح.
في وطني ..
إذا اختلس الموظف مبلغ بسيط أو ارتشى بمبلغ لا يتجاوز قيمة حبة قات .. تشكل له لجان تحقيق ويُدان ويحوّل للنيابة، ومنها للمحكمة ويتم فصله أو توقيفه من العمل ويصبح منبوذ، وإذا سرق رئيس وزرائها أو وزير وارتشى واختلس من المال العام .. وبنى الفلل والقصور أو المصانع .. وإذا أقيل وتم تحويله للتحقيق بناء على ضغوط محلية أو إقليمية يتم منحه فترة نقاهة ثم يعين مستشارا .. سفيرا.
أما إذا كان في السلك العسكري أو الأمني وشارك في قتل شعبه وسرق مرتبات جنوده فيُرقى لمنصب في السلك القضائي .
في وطني ..
إذا تجرأ الشربف البسيط بقول كلمة حق أو طالب بحق من حقوقه تنبح عليه الكلاب من كل زاوية .. واذا تكلم المسؤول السارق وتحدث وأسهب في شرح أساليب المكر والخداع والعمالة والإرتزاق، تُهرع إليه الكلاب محركة له أذنابها ولاهثة بألسنتها وكاتبة بأقدامها قصائد المديح وعن وطنيته واخلاصة.
في وطني
تحتلف معاير القيم والأخلاق.

فيصير المقاوم .. إرهابي، والإرهابي .. مقاوم.
والبلطجي .. شريف ونزهية، والشريف النزهيةِ .. بلطجي.
ويصير رئيس المؤسسة والمدير العام المختلس وناهب المال والحقوق .. الشريف والغيور والوطني الأول.
وطالب الحق والعدل .. مجرد عميل وخائن وتابع ومخرّب ويتبع أجهزة مخابرات معادية هدفها تشويه الوزير أو رئيس المؤسسة والمدير العام لصالح أعداء الوطنِ.
في وطني
يعيش المواطن محروم من حقوقه الإنسانية.
ويعيش الوزير وتوابعه خارج الوطن بكل رفاهية ونعيم من أموال وحقوق مواطن الداخل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى