the landof[Londdon1911][١] [٢]Arabia fellx of the turks in yemen London [1925]
حضرموت حُرّة/ بقلم: فرج بخيت الزبيدي
في نهاية القرن التاسع عشر ترك لنا الرحالة الإنكليزي هاريس كتابا عن رحلته إلى اليمن، إلا أن هذا الكتاب لا ينافس كتب الرحالة (بري) عن اليمن بأي حال من الأحوال. كتب (بري) كتابين وعدة مقالات، واحد منها عن (طيور اليمن) سمي الكتاب الأول (أرض عز) أما الكتاب الثاني فسماه (العربية التعيسة) وقد جعل هذان الكتابان -من بري أكبر خبير غربي لأحوال المنطقة فى بداية القرن العشرين- يلجأ (بري) إلى استخدام النيلة لتغطية جسمه أثناء رحلته إلى أرض المشرق (بيحان و العوالق بوجه خاص) وقد تزيأ بزي أعرابي وتسمّى عبدالله بن منصور وفد اضطر أن يقضي أيامه وهو ممتد عاري الجسم على الصخور تحت لهب الشمس المحرقة حتى يكسب جسمه لون السمرة!! وقد سمى أرض العوالق وبيحان (أرض عز) إشارة بذلك إلى الأرض التي تقول عنها التوراة أنها كانت بلاد عز والتي عاش فيها النبي يعقوب.
قد كان بري أول مسافر من الإنجليز إلى هذه المناطق وكتب عنها وعمل لها خارطة لاقت الكثير من الاستحسان لدى مَن جاء مِن بعده، أما ملاحظاته فقد اكتشف الضابط (هاميلتون) أن كثيرا من المبالغات تشوبها. والضابط هاميلتون سيكون له شأن كما سترى فى هذه المناطق قبل الحرب العالمية الثانية. إذ يقول الضابط هاملتون إنه حاول أن يتعرف على مركز (بلميتو) الذي قال عنه (بري) بأنه كاد يلاقي حتفه فيه ولكنه عجز فقد أخبره الشيخ أبوبكر بن فريد أن شيئا من الذي ذكره (بري) لم يحدث لأنه كان يتنقل من مكان إلى آخر فى وجه قبيلة معن في أرض العوالق (لورد بلهافن :الطريق الوعر ص80).
أما الكتاب الثاني عن (العربية التعيسة) ففيه وصف جيد لأحوال اليمن فى أواخر عهد الأتراك . وقد ركز المؤلف على المنطقة الواقعة بين المخا وصنعاء. وقد تكلم فى صفحات ممتعة عن شجره القات زراعتها وتأثيرها ويعتبر هذا الكتاب من المصادر الأولية لمن أراد دراسة الأحوال في اليمن، لقد أهّلت معرفة (بري) بأحوال جنوب الجزيرة لأن يصبح ضابطا للمخابرات الإنجليزية فى القتال إبان الحرب العالمية الأولى وقد وكل إليه القيام بالإعداد والاتصال بالشريف حسين من أجل القيام بالثورة العربية الكبرى.
