في ظل ضعف الإمكانيات.. جوازات حضرموت الساحل تقاوم الصعوبات
حضرموت حُرّة/ بقلم: عدنان باسويد
يعتبر جواز السفر من الوثائق الرسمية التي تصدرها الدولة لمواطنيها، حيث يسمح للشخص بالسفر إلى دول أخرى. لذلك يصنف من الوثائق الهامة التي يمتلكها الكثير من الأفراد، إذ يعتبر وثيقة هوية صادرة من الحكومة وفقاً للإتفاقات الدولية، لتمكين الأفراد من مسح تدابير مراقبة الحدود، أكانت برية أو جوية أو بحرية.
لنترك للآخرين بداية وبكل ود حرية التعبير، حول ما أحببت وبكل مهنية أن أسلط الضوء عليه لكم، من عمق الواقع ومن رحم الصعوبات التي يحاول أن يحتويها الواجب والضمير الحضرمي، في ظل وجود التطلعات والأماني الكبيرة لدى الجميع، ولكن الأهم اني أحمل بيدي لكم قلماً لا سوطاً..
ذهبت ذات مرة إلى إدارة مصلحة الهجرة والجوازات والجنسية بمدينة المكلا عاصمة حضرموت، لغرض السؤال عن جواز احد الأقارب، لأستفسر عن وقت إصداره، لفت نظري عدد كبير من المواطنين كانوا يرغبون في إستخراج لهم جوازات سفر، برغم ذلك العدد الا اني رأيت جنود مجهولين من أبنائنا يعملون صباحاً ومساء لخدمة المواطنين، من أجل إصدار تلك الوثيقة الرسمية، يتقدمهم العميد فهمي بلكديش المدير العام، يعملون جميعاً كفريق متجانس ومتكامل.
باغتني الفضول حتى لا أكون مبالغاً أو متشككاً في رأيي، فحاولت التقرب أكثر من ذلك الرجل، وجدته إنسان يمتلكه التواضع والبساطة، يصول ويجول بين المواطنين ويتحدث إليهم دون أي تكلف، يسمع وينصت للكبير والصغير محاولاً تلبية طلباتهم في جميع الأقسام، متميزاً بين مدراء الفروع في المناطق المحررة، بيده كافة الصلاحيات في منظومة الإصدار الآلي للجوازات، ويقوم بالعمل عليها من بداية مراحل إستخراج الجواز، وهي عملية التصوير ومن ثم الفحص والتحري وكذا مراجعة البيانات، وصولاً إلى عملية طباعة الجوازات.
قارنت نسبة عدد المواطنين التي تفوق سعة المبنى، فوجدت الإدارة تتحمل طاقة عمل وضغوطات لا يمكن أن يستوعبها بشر. فكان المدير العام يقوم بجهد فعال، يعمل بوتيرة عالية، ليقاوم الصعوبات. يسبق ذلك وقوفه المستمر واليومي على تلبية كافة طلبات الموظفين والإشراف عليهم، لتهيئة العمل لجميع الكادر الذي يعمل برفقته، مما يعكس ذلك بصورة مباشرة في تسهيل إجراءات المواطنين الراغبين في إستخراج الجواز ولتقديم أفضل خدمة للجميع، متجاوزاً كافة التحديات وضعف الإمكانيات المتاحة وفي ظل غياب الدولة، مما يجعل العمل يسير بنجاح وتقدم. فعلاً انه رجل بحجم إدارة، وقيادي يستحق الثناء والتقدير، في وطن يفتقد لأبسط مقوماته.