في حضرموت .. يتشكل قائد يتميز بالتواضع والإنسانية
حضرموت حُرّة/ بقلم: م. لطفي بن سعدون الصيعري
في ظل انتشار ثقافة القوة والموت والاحتراب والتعالي والغطرسة واستعباد الاخر التي تعيشها الجغرافيا المحيطة بحضرموت، حافظت حضرموت على هويتها وثقافتها الموسومة بالتسامح والتكافل والوفاء والعيش المشترك، واحترام الآخر وعشق السلام واحترام النظام والقانون، ورفض ثقافة العنف والقوة والقتل واستمرت تختط طريقها المتميز عن جيرانها المشاغبين، الذين سعوا دائما لجرّها نحو مستنقع ثقافتهم المدمّرة التي يغوصون في اوحالها، ولتبعيتها لهم لأكثر من 55 عاما.
وبالرغم مما طرا على ثقافتها وأخلاقياتها من تشوه خلال حقبة التبعية للجغرافيا المحيطة بها، إلا أن حضرموت قد حافظت على جوهر ثقافتها وهويتها وأخلاقها الفاضلة.
واليوم بعد أن امتلكت حضرموت هامشا كبيرا من سلطاتها المحلية المستقلة، نرى أن هناك محاولات كبيرة للعودة للجذور الحضرمية ، والتمسك بالقيم والثقافة والاخلاقيات المحمودة، والابتعاد عن ثقافة التبعية المدمّرة.
ويلعب المحافظ بن ماضي دورا كبيرا في تثبيت الثقافة والأخلاقيات الحضرمية الأصيلة من خلال ممارستها واقعا معاشا، في سلوكياته وقيادته للسلطة والمجتمع الحضرمي، وحتما فإن سيف السلطان الصادق أقوى من وعظ الإمام.
يوم أمس 16 يناير 2024م كنّا في انتظار اللقاء بالمحافظ مع مجموعة من المواطنين، وتقاطرنا بانسيابية منتظمة لمقابلته، وكان يستمع باهتمام بالغ لما نطرحه عليه من قضايا عامة وخاصة، ويبذل كل جهده للتوجيه بمعالجتها وفق الامكانيات وسلطاته المحدودة.
من ضمن المجموعة تواجد رجل عاقل وبجانبه عكازتين يتقوى بهما في مشيه، وامرأة مقعدة على كرسي متحرك وبجانبها مرافقها، وعندما حان دور العاقل للمقابلة رأينا المحافظ يستقبله بكل ترحاب وبابتسامة عريضة فيها من الود والحميمية الشئ الكثير وخلال معانقته، كان يوجّه الكلام للحضور أنه مدرسي لابد أن أوفيّه حقه، وفعلا أخذ بيده حتى اجلسه على الكرسي، وجلس بحواره يستذكر أيام دراسته على يديه و يستمع لطلبه واحتياجاته، وبالتأكيد حقق له مبتغاه وفق المتاح والصلاحيات، فقد لاحظنا بشاشة وجهه، ودموع الفرح تجول في عينيه عند مغادرته.
وهكذا الحال جرت مقابلته بالمرأة المقعدة، انصات عميق وود وتفهم لاحتياجاتها وطلباتها ، وثناء وتشحيع لها لمواصلتها تعليمها الثانوي وعدم الاستسلام للإعاقة، ولإجادتها وتفوقها في فنون الرسم والكتابة والمشاركة في المعارض المختلفة بالمحافظة وتقديرا لابداعاتها وجه بشراء لوحاتها الفنية وبإفراد خبر خاص بها من إعلام المحافظ ، لأنها فنانة الرسم التعبيري (سمية بامقيشم) ابنة مدينة العلم و الثقافة تريم.
هذا هو رجل الدولة والسياسي المحنك والمحافظ المثقف، والقائد الحضرمي الشيخ مبخوت بن ماضي، يعمل في كل الاتحاهات، ويسابق الزمن ليضع بصماته الخيرة في جبين حضرموت المشرق، ويرسي مداميك الوفاء للمعلم ، والاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة، ويشق الطريق أمام قيادات السلطة المحلية المدنية والعسكرية، في مختلف درجاتها، وأمام القيادات السياسية الحضرمية، حتى ياخذوا بالحسبان في عملهم ، لأن يكونوا أوفياء لمواطنيهم وقريبين منهم ، وأن يتحلوا بالاخلاق الحضرمية الاسلامية الفاضلة, لأن قوة المسؤول والقائد مرتبطة بالوفاء لشعبه وقربه منه، فهل نرى الجميع قريبا من هذه القدوة الحسنة؟؟؟