Uncategorized

تســــــــــــــــــــــاؤلات



حضرموت حُرّة/ بقلم: ماهر بن صالح


يقول الشاعر التركي التقدمي ناظم حكمت 1902 -,1963م
أجمل الأيام لم تأتِ بعد …
أجمل الأزهار لم تنبث بعد …
والسؤال : هل أفَلَ نجمها المتلألأ وعصرها الذهبي؟! ، بعد أن أكتملت دورتها بنهاية تلك الأيام التي خلت من المجد والقوة للعرب وتاريخهم الإسلامي الوسيط ، ثم هل فشلت الأمة في إمتلاك زمام المبادرة لبناء دورة من المجد والعمران – على حد قول أبن خلدون – شبيهة “عصرية” وليست مماثلة لسابقتها ؟! أم أن علينا لانتعب أنفسنا في البحث عنها فهي في الغالب ذهبت مع أم عمرو وحمارها ، الذي ظللنا نعد الأيام والليال على أمل عودتها …
“ذهب الحمار بأم عمرو فلا رجعت ولا رجع الحمار “
أو إن هذه الأيام الوردية الجميلة لازلنا لم نشم بعد رائحتها العطرة طوال تاريخ أمتنا العربية المديد؟! وتظل حلم وأغنية ننشدها ونرددها فقط (لفرملة) حالة السقم والتعاسة والكرب التي عاشتها و تعيشها الأمة العربية في ماضيها والحاضر .
وقع في يدي كتاب من تأليف : الفقير إلى الله الغني – هكذا يكتب – “فرج الله زكي الكردي” بعنوان ( بشرى العالم بترك المحاربات وإتفاق الأمم ) ، طبع بمطبعة كردستان العلمية ، مصر المحمية ، سنة 1329ه‍ الموافق 1911م .
المؤلف – كما يبدو – يأمل مستعينًا بمقاربات من القرآن والسنة ، وكتب العهدين القديم والجديد التوراة والإنجيل ، تفيد بزوال الحروب ومسبباتها كالشحناء والبغضاء ، والتآمر والتنافس المحموم حول المال والأرض ومواردها ، ويدعو الؤلف بعاطفته بقوله : “إن الحرب رديلة ، والسلم والسلام فضيلة” ، فماذا حصل ؟ فقد خاب ظن المؤلف واستشرافه للمستقبل القريب ، حيث قامت بعد ثلاث سنوات فقط من صدور هذا السِفر حرب ظروس أحترب فيها العالم عرفت في التاريخ الحديث والمعاصر بالحرب العالمية الأولى 1914 – 1918م ، وعقبها بعد وقت قصير حرب أكثر ضراوة وهي الحرب العالمية الثانية 1939 – 1945م .
بين لم ولن :

وعودة إلى بدء وقول الشاعر : أجمل الأيام لم تأتِ بعد … فهل وفق الشاعر حكمت في إستخدامه لم دون لن ؟! ومالفرق بينهما ؟ يفرق النحاة بينهما إن (لم) تدخل على الفعل المضارع فتنفيه في الماضي والحاضر ، بينما (لن) تنفي الفعل داته في المستقبل – اي تفيد نفيه في المستقبل .
لذلك حرص الشاعر في تقديري على استخدام لم لإمكانية فرص التغيير مستقبلًا نحو الأفضل ، مع الأخد بقانون وناموس آيات العمل والخلق ، وصناعته بأيدي الشعوب …

أليس صانعو التاريخ ومجده الشعوب ؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى