منوعات

تخيل أنك معلم في هذه البلاد

حضرموت حُرّة/ متابعات

سفيان باوزير

تخيل أنك معلم في هذه البلاد، وبيتك عامر بالأبناء – ماشاء الله- ومنهم طلاب جامعيون، وطلاب في مراحل مختلفة. ألن يشيب رأسك إن كان راتبك كراتب المعلم، لا يتجاوز ٣٠٠ ريال سعودي -دون الحديث عن المتعاقدين-، هل تضعها في بطون أبنائك، أم في مستقبلهم ودراستهم؟ أم أنك ستصرفها على بنتك الجامعية التي تحتاج إلى مبلغ مرهق لتعطيه سائق الباص!

ينتقد البعض إضراب المعلمين بحجة: الإضرار بالطلاب..

ولو فكر صاحب هذه الحجة قليلا لاستنتج المقصد الحقيقي من الإضراب، والذي يعود لمصلحة الطلاب أصلا!
ألا يملك المدرسون أبناء؟ أليس منهم الطلاب؟

لسنا أحرص من المعلمين على مستقبل الطلاب، فلم يختر أحدهم هذه المهنة – خصوصا في هذه البقعة الجغرافية- إلا رجاء ثواب الله ببناء هذه الأجيال..
كثير من هؤلاء الطلاب – الذين اعتمد عليهم البعض في حجتهم- هم أبناء معلمين في الأساس!
صار التفكير بالكماليات في هذه البلاد من المستحيلات، لأن التفكير بالضروريات يبعث بالهم!

لن نقصد فئة بعينها، ولكن نجد أن عددا كبيرا ممن يستلم راتبه بعملة أجنبية، ينتقد تصرفات المعلم المهمش، وأظنه لو عاش شهرا كما يعيش المعلمون، لقرر أن يضرب بنفسه معهم ولو لم تكن المهنة مهنته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى