رأي

الموقف من العمل تهديد مرفوض


حضرموت حُرّة/ بقلم: طه بافضل


هكذا، اتخذت إدارة التربية والتعليم بساحل حضرموت اسلوب التهديد تجاه من أضرب عن العمل من المعلمين والمعلمات للحيلولة دون استمرار الإضراب الذي اختتم اليوم الخميس الخامس عشر من فبراير اسبوعه الثاني.
(الموقف من العمل) هذا الأسلوب يذكرنا بالإدارة السابقة لمكتب التربية والتعليم بساحل حضرموت، عندما واجهت بشراسة إضراب المعلمين والمعلمات عام 2018م. وقد قُلتُ حينها في مقالة لي: إنها تتصرف وكأنها ملكية خاصة لها، وتتعامل مع المعلمين والمعلمات كالسُخرة ومعاملة السيد للعبد الآبق وهذا لايليق ولا يصح.
قولهم في خطاب مدراء مكاتب التربية والتعليم بمديريات ساحل حضرموت: (سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة وفقا للقوانين المعمول بها) تهديد صريح بالخصم من الراتب أو بإلغاء عقد العمل للمتعاقدين. وهذا ليس تهديد فحسب، بل هو عادة سيئة يتخذها بعض هؤلاء المدراء تجاه المعلم الغائب عن العمل حتى ولو كان بعذر يمكن قبوله، فيقوم أحدهم بالخصم من راتب المعلم الذي يحتاج إلى الرفق والمرونة والرحمة فالحال خير شاهد ومؤيد لضرورة اتخاذ هذه الأساليب الإنسانية.
إن ما يسمى الموقف من العمل – للأسف الشديد – رعونة تصرف، وحماقة تعامل، لا يليق فعله من زملاء المهنة تجاه زملائهم وزميلاتهم المضربين قانونيا نقابيا، ولكنه لن يمر مرور الكرام إن حدث فعلا، وسيواجه بالقانون ورفع الدعاوى القضائية والدخول في دوامة لا أول لها ولا آخر.
إن مواجهة استمرار الإضراب وثورة المعلمين والمعلمات بالتعسف والحرب والمواجهة كما لو كانوا متظاهرين يرش في وجوههم بخراطيم مسيلات الدموع او توجيه الرصاص المطاطي لايقافهم او اعتقالهم حتى، هذا الفعل الغشيم لن ينتج غير بناء حواجز عملاقة بين إدارة التربية والتعليم وبين المعلمين والمعلمات من الثابتين والمتعاقدين.
ذلك أن الوضع المعيشي بلغ مستوى من الصعوبة والعنت جعل من المستحيل السكوت عليه، لقد ملّ الناس من الصبر على الاستضعاف وفاض بهم الوضع المزري حد السخط، وأصبحت الخيارات المتاحة ضيقة جدا، والأساليب القانونية للاحتجاج والرفض هي الملجأ بعد الله سبحانه وتعالى. وسيستمر اتخاذها من قبل كل الشجعان من المعلمين والمعلمات الذين انطلقوا بثورة إضرابهم متمسكين ومتراصين كبنيان مصفوف يقفون خلف النقابات واللجان النقابية ومعهم القانون المؤيد لاحتجاجهم واعتراضهم. فمن الخطأ القاتل الشنيع الفاضح العودة للتدريس وإيقاف الإضراب قبل تحقيق المطالب والحقوق.
اقولها بكل صراحة: لا يهم أن يتوقف التعليم، لا يهم أن تتعثر الخطط والبرامج التعليمية، فهي صدمة لابد منها للتغيير للافضل للمعلم، ولأنها فترة مخاض لولادة فجر جيد، لوضع يتبوا فيه معلمي جيل المستقبل، وبناة الدولة القوية المتطورة، مرتقى عاليا ساميا، ليعود للتعليم مكانته وقوته وللمعلم هيبته دون ظلم وتعسف وإهانة وإذلال.
إنها مسؤولية كبيرة على عاتق النقابات واللجان النقابية في محافظة حضرموت وبقية المحافظات المحررة أن تكون في الموعد وفي مواجهة تطورات الإضراب، وتراقب وتحسب بجد وحزم ويقظة أي تصرفات حمقاء وخاطئة تصدر من الجهات الحكومية التي استخفت بالمعلم وتدعي أنها أعزته وكرمته، وقد كذبت؛ بل هي قد أعزت وكرّمت الوزير ومن معه في الوزارة والمدراء في المكاتب الفرعية وأبقت المعلم يتحمل ثقل الهموم والغموم وتراكم الديون ومكابدة قسوة الحياة المعيشية والمشاكل الأسرية والصحية.
إنها الأمانة ياقيادات النقابات واتحادات العمال واللجان النقابية. ولا مجال أيها المعلم والمعلمة غير الصمود والثبات حتى نيل المطالب واستعادة الحقوق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى