ثقافة

(الطريق الوعر) للورد بلهافن. Lard palhaven



حضرموت حُرّة/ بقلم: فرج بخيت الزبيدي

فى الجزء الأول تحدثنا عن ملخّص ووصف الكتاب الأول للورد بلهافن (مملكة ميلكور)، أمّا اليوم سنتناول ما احتواه الكتاب الثاني له بعنوان(الطريق الوعر) مع ماتم توثيقه من معلومات من الوصف العام الذي احتواه هذين الكتابين المهمين
{(1)The kingdom of melchior}
{(2)The uneven road}
وسنحاول إعطاء وصف تكميلي لهذين الكتابين المهمين صورة تكاملية لهما.
الكتاب الثاني ( الطريق الوعر) وهو وصف للجهات والمناطق التي أقام بها لورد بلهافن بعد معاهدة صنعاء عام 1934 من أجل تأمين الطرقات بين اليمن وعدن، إذ كان الإمام قد طلب بصفة ودية من الحاكم الإنجليزي (رايص) أن تؤمن بريطانيا الطرقات التجارية المؤدية إلى عدن.
وقد أُوكلت تلك المهمة من قبل حاكم عدن إلى اللورد هاملتون لإنجاز تلك المهمة، ونجح هاملتون بعد جهود مضنية في تأمين (الطريق الوعر).
بدأ بتامين الطريق المار (بأم رجاع) بلاد الصبّيحة إذ اشتهر أهلها بنهب وسلب القوافل المارّة إلى بلادهم، وقد عُرِف عنهم اللؤم في معاملتهم للمارّين ومن ذالك أنهم كانوا يجتجزون أصحاب القوافل والمسافرين حتى يشرفون على الموت من العطش عندئد يعرضون عليهم بيع قطرات الماء بأسعار خيالية، وما كان على المسافرين إلا أن ان يذعنوا ويشتروا تلك القطرات من الماء، ثم انتقل (هاملتون) إلى أرض القطيبي (ذئاب ردفان) المشهورين بقطع الطرق واتّباعهم أساليب بعيدة عن الطبع العربي أثناء معاملتهم المسافرين، وبعدها انتقل إلى الطريق الآتية من جهة العواذل.
إن من يقرأ كتاب هاملتون يشعر أن الكاتب عنيف في كل شيء، عنيف فى أساليبه وفى أسلوبه، يقول الحق ولو كان موجهاً ضد حكومته التي عمل لها بإخلاص.
لقد أصبح اسم _(هاملتون) وحده رادعا لقطّاع الطرق، وهذه بعض آرائه كما سجلها فى كتابَيه الإثنين عن المنطقة التي زارها في رحلته.

(تناقشتُ مع (ليك) ومما قلته أن لفظة -محميّة- تبدو غامضة، فحاجتنا لهذه القبائل من الهجوم الخارجي غير ذات معنى ما دمنا نتركها تتقاتل فيما بينها، إن القرآن الكريم نفسه يدين هذه العادة القبيحة أما نحن فإننا للأسف الشديد نزيد في تعميق الخلافات، تزويدنا اياها بالمال والسلاح)(ص41).

أما فى (ص81) يقول: إن أشراف بيحان لا يملكون الحق فى أن يدّعوا لأنفسهم حكم وادي بيحان فعن طريق الحماية فقط استطاعوا السيطرة على الوادي بعد قضائهم على الشيخ (مصعبين) منافسهم الوحيد.

وفي (ص74) يقول: بينما السلطان الثري -ويعني سلطان لحج- يركب عربة أمريكية فارهة يقف المواطن مستجديا على باب قصره، أما رعاياه يسكنون الأكواخ الحقيرة، فيقف بينهم وبين القصر الشامخ جنود السلطان المسلّحين ببنادق إنجليزية.

وفي (ص148) دار حوار بين (هاملتون) و (الجردعي) قائد العساكر الإمامية عند الإحتلال الأول لمدينه( شبوة) نجد أن (هاملتون) يعترف بأنه لم يكن هناك معاهدة مكتوبة تخول الإنجليز احتلال شبوة.
سأل الجردعي (هاملتون) قائلا: نحن نعرف مثلا أنه لا توجد بينكم وبين العوالق والعواذل وشريف بيحان معاهدات، إلا أننا لم نسمع بوجود ورقة معاهدة بينكم وبين القبيلة التي تسكن شبوة، فبأي حق اذا جئتم؟؟.
فأجبت: في وعد عمل مؤخرا.
فقال الجردعي : اذن ليست هناك معاهدة رسمية؟
فأجبته في الحال: لا داعي لذالك.
أما كتابه (الطريق الوعر) كان في إحدى صفحاته، من نحن بالنسبة للإمام؟ :
نحن أمة شريرة، سلّحنا إبليس، نحن أعداء ملته، ومغتصبو الحكم منه مساحات واسعه مزدهرة(ص98).
كان يوجد على الجانب الاخر من الحدود نظام وقانون، أما في جانبنا فتقع أرض الخيانة والقتل والنهب (ص111 – 112).
زار هاملتون عدن مرة ثانية بدعوة من الحاكم الأسبق (هيكينبوثم) وكان في إحدى الجلسات يناقش مع سيدة انجليزيه حول الإتحاد آنذاك، فقالت السيده: (لن يتم الإتحاد لأن العرب لم يدخلوا طيلة الألف العام الماضية) وقد أجبتها في الحال: بل إنهم سيتوحدون لأن قبائلهم ماهي إلا عبارة عن اتحادات(ص320).

إلى اللقاء فى ملخّصٍ لكتاب آخر إن شاء الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى