رأي

التعليم الجامعي في حضرموت، هل سيصبح للأغنياء فقط !!؟

حضرموت حُرّة/ بقلم: أنور سالم الهلالي

بداية :
أقصى حد لتعليم أبناء الفقراء اليوم هو التعليم الثانوي، وأبناء الفقراء أولئك يدخل فيهم أبناء الموظفين فمادون، لتنتهي بذلك أسطورة مايسمى بالتعليم الجامعي المجاني ..

كارثة :
الأمور تتجه حاليا وبسرعة إلى مرحلة يصل فيها هذا الشعب المقهور إلى عدم القدرة على تدريس أبنائه الذكور -بالذات- حتى في التعليم الثانوي، ليتفرغوا معهم للبحث عن مصدر دخل يعينهم على تحمل أعباء الحياة الكارثية التي يمرون بها ..

معجزة :
لايستطيع الواحد منا اليوم تحمل تكاليف الدراسة الجامعية لأبنائه ، وأفضلنا حالا من ينحت في الصخر لتدريس واحد منهم فقط، وعلى البقية انتظار دورهم، والأغلب أن دورهم لن يأتي إلا بمعجزة ..

كلفة :
على المتوسط تحتاج شهريا إلى خمسين ألف ريال يمني تكاليف مصاريف تدريس أحد أبنائك في كلية علوم إنسانية، أما إذا كانت دراسته في كلية علوم تجريبية كالطب فالكلفة حتما ستكون أكبر ..

ألم :
أكثر مايرهق ولي الأمر الطالب الجامعي هو تكلفة المواصلات والسكن والمراجع، المؤلم في هذا الموضوع أن الجامعة تخلت تماما عن طلابها بل وحملتهم أعباء جديدة، أما سلطتنا المحلية فكأن الأمر لايعنيها ..

إعانة :
يراهن أولياء الأمور على دعم وإعانة مؤسسات خيرية تخفف عنهم ولو جانبا من متطلبات الدراسة الجامعية، وهذه المؤسسات الوصول إليها يحتاج إلى رحلة طويلة من البحث عن تزكية ووساطة، بعض أولياء الأمور ينجح في ذلك، أما الأكثرية فيرجعون جارين معهم خيبتهم وألمهم ..

منحة :
أبناء الفقراء الأذكياء يحلمون بمنحة جامعية محلية أو خارجية، يجتهدون ويتفوقون ثم يتفاجأون بأبناء المسئولين والأغنياء ينافسونهم عليها ويظفرون بها، إلا القليل جدا اللذين كان من حسن حظهم أن الأغنياء لم يعترضوا طريقهم نحوها، لأنهم حصلوا على غيرها ..

نهاية :
تعليميا رجعنا خطوات كبيرة إلى الخلف اقتربنا فيها لمرحلة يصبح التعليم الجامعي في حضرموت وغيرها للأغنياء فقط،
الأمر جلل ويحتاج إلى وقفة مجتمعية جادّة أشبه بثورة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى