رأي

الإقليم الشرقي … أحد تجليّات الوجه القبيح للإصلاح في حضرموت!!!


حضرموت حُرّة/بقلم: م. لطفي بن سعدون الصيعري.


مالذي يدفع بالإصلاحيين الحضارم للتمسك بفكرة إقامة الإقليم الشرقي ؟؟؟ وهم يعرفون أن كل مخرجات الحوار الوطني التي تمت في صنعاء قد انتهت وذلك بعد سقوط صنعاء بيد الحوثي وسيطرته على معظم الشمال وحكمه لها بالحديد والنار وفق اجندته، التي يفرضها بموجب حقه الإلهي حسب زعمه.
إذن يفترض أن تكون أولويات النضال تتركز على استمرار مقاومة الإنقلاب والهيمنة الحوثية وإعادة الشرعية الدستورية لصنعاء ، مع مراعاة المستجدات التي طرأت على الأرض في كل اليمن، وتحديدا التطلعات المشروعة للجنوب وحضرموت بعد أن أصبحت محررة من القبضة الحوثية وعلى راسها الإنفصال عن صنعاء، أو أقلها إقامة الحكم الكونفيدرالي لدول مستقلة تضم دولة الشمال ودولة الجنوب ودولة حضرموت.
ولكن للأسف فبالرغم من هذه المعطيات الجديدة في الواقع العملي ، إلا أننا نلاحظ أن حزب الإصلاح والمؤتمر الشمالي وبقايا التحالف القبلي العسكري السياسي للجناح الاخر لنظام الحكم السابق في صنعاء، لازالوا متشبثين بقوة لحكم حضرموت والجنوب وابقاء هيمنتهم عليه، بنفس عقلية (الوحدة أو الموت) مع اختلاف طفيف ومرونة في الممارسة لامتصاص الاحتقان فيهما وعدم انفجاره ضدهم.
كل ذلك يجري تحت يافطة الشرعية الدستورية وبدعم كامل من التحالف والمجتمع الدولي وبقبول براجماتي مصلحي من ممثلي الجنوب وحضرموت السياسيين.
وللأسف الشديد فإننا خلال ثمان سنوات من الحرب، لم نرَ من هذه الشرعية إلا تسابقا على الفيد والنهب والفساد، والتلاعب بآمال الناس وطموحاتهم، واستمرار الدجل والخداع والمراوغات لإبقاء الأوضاع على ماهي عليه، بما فيها هيمنة الحوثي، والعمل بكل قوة لزيادة هيمنتهم على حضرموت والجنوب والتحكم فيه ، ومحاولاتهم الفاشلة لاحتلاله عسكريا ، ثم سلميا من خلال سيطرتهم على الرئاسة والحكومة والنواب، في تناقض غريب مع ماهو على الواقع ، وبرز ذلك بقوة بعد إزاحة الرئيس هادي، واذكاء الصراعات بين الجنوبيين والحضارم وتمزيق صفوفهم.
وبالنسبة لنا كحضارم مستقلين، فقد تعرضنا لضربات متلاحقة من الإصلاحيين الحضارمة، بكل خبث ودهاء ومن خلف الابتسامات العريضة ، التي لطالما اغرونا بها. وكانت آخر هذه الضربات القاتلة هي حرف مسار مجلس حضرموت الوطني(أمل الحضارمة وقائد نضالاتهم وحامل قضيتهم السياسة)، ومحاربة كوادره المستقلة وتفتيت صفوفه ثم الهيمنة على ترتيبات تأسيسه، وإبعاد المحافظ عن رئاسته، بالرغم مما يمثله من رمزية وأهمية لوحدة وتوافق مكونات حضرموت المستقلة وقياداتها، بل وسعت بقوة لتأديل بعض القيادات الحضرمية المؤثرة ضده ومنع أي تقارب معه . وبعد أن خلا لهم الجو استكملوا إضعاف المجلس وإدخاله في متاهات غير مبررة، وتعمدوا اضاعة وقت تأسيسه حتى يفقد حاضنته الشعبية ،وهذا ماتم لهم حيث اوجدوا لنا مجلسا مهلهلا ضعيفا ، ليس معنا منه إلا هيئة رئاسة ، معزولة عن حضرموت وأهلها ، لأنها لازالت مضغة لم تتشكل ، ولم ينفخ فيها الروح بعد.
وبعد أن ضمنوا بقاء الوطني الحضرمي في الثلاجة وتمزق المكونات الحضرمية السابقة للمجلس ،نراهم يوم أمس يفاجئوننا بإشهار المجلس الموحد للمحافظات الشرقية ،رغبة منهم في إحياء الأموات وامعانا منهم في ربط حضرموت بتبعية صنعاء ،وهم يعرفون أن الحوثي قد قام بتسفيرهم منها، وأن سفرهم قد طال عن صنعاء وبعدت عليهم الشقة !!!
فبماذا نفسر كل هذه التلاعب والتآمر الاصلاحي بمستقبل حضرموت ؟؟؟
ليس هناك من جواب منطقي أمامنا إلا أنهم متامرين على تطلعات أبناء حضرموت ، لاستقلال قرارهم السياسي ولسيادتهم على ارضهم وثرواتهم ولرفض التبعية لصنعاء , ومهما تفنن اصلاحيو حضرموت في خداعنا ، فإنهم لم يعودوا مقبولين عند الحضارمة ، لأنهم انحازوا لأجندات حزبهم على حساب تطلعات أبناء جلدتهم المشروعة في الاستقلال والسيادة ورفض التبعية. وآن الأوان للحضارمة لأن يضعوهم في خانة الأعداء وعدم القبول بهم بين صفوفهم، ورفض اجنداتهم التخريبية مهما تلونوا وتفننوا في تجميلها ، بصبغات الدين والثقافة ووحدة الأمة الزائفة.

وأول خطوة علينا القيام بها كحضارمة مستقلين، هو فك أسر المجلس الوطني الحضرمي من قبضتهم ، وانهاء هيمنتهم عليه، من خلال إعادة ترتيب أوضاع المجلس وإصلاح مساره واستكمال إجراءات تأسيسه بالطرق الديمقراطية والمؤسسية والتوافقية والانتخاب الجماعي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى