( إضراب المعلمين ) .. هل ستبدأ ( معركة ) كسر الإرادات ..؟!!
حضرموت حُرّة/ بقلم: أحمد عمر باحمادي
يفترضُ البعض أن خبر نزول مرتب شهر ( يناير ) يوم غدٍ الأربعاء الـ ( 7 ) من فبراير 2024م سيفتّ في عضد المعلمين والتربويين ويؤثر في معنوياتهم وعزائمهم ..
لكن ما لُوحظ في اليوم الأول وما تناقلته معظم منصات وسائل التواصل الاجتماعي التي تعنى بحقوقهم أن ما حدث خلاله من إجراءات الإضراب الجزئي قد كانت نتائجه مبهرة ..!!
معظم المدارس قد تفاعلت بقوة مع الحدَث والبعض منها لم يكتفِ بالخبر بل شفعه بالصور الدالة على مدى تمسك كوادر التربية بالمطالبة بحقوقهم .. ومثلما نجح إجراء تعليق الشارات الحمراء .. فمن المتوقع أن يمضي القوم قُدُماً .. هذا ما توحي به وتقوله المؤشرات ..!!
لنعدْ إلى حكاية المرتب الشهري .. فرغم نزوله في الربع الأول من الشهر الثاني فإن مسألة الراتب مقضيٌّ فيها من حيث عدم كفايته وفشله في تلبية الاحتياجات الأساسية للمعلم .. وهو بهذا الحال قد خرج متأخراً مقارنة بالزمن الماضي ..!!
ويوم غدٍ أو بعد ( كم ) يوم على أبعد تقدير سيتطاير الراتب تطاير الشرر في التنانير .. ويعود المعلم إلى حاله الأولى مستعبداً لشهر آخر .. وهكذا تمضي حياته دائراً في دوامة بائسة من الفقر والشقاء .. فهل تراه يبقى مقيداً لهذا الواقع المرير أبد الدهر ..؟!!
العتبى على من لايزال متردداً حتى الساعة وهو يرى الرصاصة قد انطلقت من فوهة البندقية والقافلة قد بدأت بالانطلاق .. ومن المعلوم أن أية قافلة تمضي في طريقها لا بدّ أن تلاحقها الـ ( … ) نابحة بينما هي غير آبهة بها .. بل لا تعطيها أدنى اهتمام ..!!
قبل أيام قرأت مقالة هي أقرب إلى المناشدة أو الشكوى لأحد المعلمين من ( ذوي الاحتياجات الخاصة ) .. وخلاصتها أن راتبه الهزيل جعله يعوّد أسرته بما فيها أطفاله على تناول ( وجبتين ) منذ نعومة أظفارههم ..!!
اليوم وبعد انهيار العملة وغلاء الأسعار لا يستطيع أن يجعلهم يتناولون وجبة واحدة ( !! ) ..
معلّم من ذوي الاحتياجات الخاصة يعني أنه لا يستطيع أن يعمل في أي عمل آخر .. وراتبه قطعاً لن يصل به إلى أي اكتفاء مهما كان نوعه .. ولو كان اكتفاءً بفنجان شاهي لكل فرد من أفراد أسرته في اليوم الواحد ..!!
اقشعرّ شعر جسدي لهول ما قرأت .. تخيّل نفسك أيها المعلم ( السلبي ) ويا أيها المسؤول ( المتباهي المتعنتر المتصف باللا مبالاة ) لو كنت مكان ذلك المعلم العاجز الكسيح ..؟!!
أقسم لكم أنه يعتريني الخجل أن أقف مكتوف اليدين وألا أناصر أمثال هؤلاء ( البائسين ) .. بصفتي أولاً صحفي متخصص .. قبل أن أكون موظفاً في سلك التعليم.