أكرم محيسون .. طاقة صنعت التميز
حضرموت حُرّة/ بقلم: عوض سالم ربيع
كيف حمل هذا الفتى الشبامي 28 عاما كلكل الزربادي .. فالشباب في هذا السن الأبكر تكون انطلاقتهم نحو المرح لا الفرح .. والفرح بمفهومه ليس الضحك والسفطة إنما هو عاتق يقع على العاتق .. وحافر على الحافر .. فلماذا حمل أكرم محيسون عبء الزربادي على عاتقيه .. هل هو العشق العالي بعلو مباني مدينة شبام .. أم أن هذا الفتى الشبامي أسر في نفسه حديثا لماذا انحصر الزربادي في أرباب السن العالية .. المسألة هنا تكمن في الانحراف الإيجابي لأكرم محيسون فقد حمل هذا الفتى الغض هم شيوخ الزربادي فقعة الهاجر والكسرة وقفلة الختام بالدق على الهاجر دقتان أو ثلاثاً فهل هذا امتداد لروعة بدوي زبير ولحافظة وذاكرة ولاقطة جمعان سالم خراز الرجل الذي يحوي ثلث ذاكرة شبام رحمهم الله .. بيد أن الزربادي قاب قوسين أو أدنى من فصيح القصائد مثل أضنيتني بالهجر ما أظلمك، ولا ريب فإن الشكستان كيف وحتى مات منهما الكسائي والفرزدق كمدا وحسرة كلتاهما تجر تكسر تنصب في مواضع مختلفة لا يفقهها إلا من أعشت عيونه الكتب .. فلماذا اختار أكرم هذا النمط من الفن الملتزم .. وفن الزربادي تتلقفه أسماع الشيوخ فالمغني تحت المراقبة الجبرية إن سبقت دقة الهاجر كسرة الرجل أو العكس ناهيك عن أن هذا النمط يتوخى المساحة الصوتية الممتدة من حلقومية الهاء إلى ميم الشفتين .. لهذا قيل العشق يغني عن التعلم .. شريطه أن يكون القلب مفتح بتشديد التاء فمرافقة أكرم لوالده يرحمه الله مع فرقته كان هذا الفتى ذو نظرة ثاقبة تنقلت بين راحة اليد ومسكة الهاجر والأخيرة جد مهمة سواء في عالم الزربادي أو نحوه، ومنذ 2017 كانت انطلاقة أكرم محمد صالح محيسون منذ ساحة قصر شبام ذات العبق التأريخي ملتقى القوافل فكان الحداء ثاني الراحلة قبلها كان المحيسوني ضاربا للمرواس وله تجارب غنائية موسيقية لكنه كما حدثني قال لي بأنه لا يجيد العزف على آلة العود .. أليس العزف بالأنامل وراحة اليد على صفحة الهاجر أكثر شجنا من وتر العود .
إن الإبداع تعيه أذن واعية ونظرة ثاقبة تبدأ من مسكة الهاجر لأن التدبيرة هي الأساس في كل شيء ذلك أن التناويش تعيب السائق عندما يقرع السلف .