ثقافة

أريك بثمان
Erieh. W. Bettaman
Yemen on the threshold kohunur series NO. 3
Amerienn friends of the middle East. Washington..
D. C. 1960

حضرموت حُرّة/ بقلم: فرج بخيت الزبيدي


هذا الكتاب عبارة عن وصف رحلة قام بها المؤلف إلى اليمن قبل سنوات. وهو في الإجمال لا يساوي اسمه الطنان الذي يوحي للقارئ وكأنه دراسة لسبل التقدم والتخلف فى اليمن. كانت الزيارة قد بدأت في عدن وانتهت فى صنعاء وعن تعز وقد قام المؤلف برحلته بالسيارة لذا نجده يكثر فى وصف الطريق الذي سلكه ووجه نظر رحالتنا الأمريكي عن اليمن فيها تفهم للأوضاع ومحاولة لاستبدالها بأحسن منها. فاليمن كما يعتقد تحتاج إلى مساعدة غير أنانية إرشادات حكيمة في هذه الفترة الانتقالية. وليس إلى رأسماليين جشعين أو سياسيين ينشدون السلطة من أي خدمة يقدمونها (ص72).
ويلاحظ أن المؤلف كان مهتما بدراسة ومعرفة الشؤون الدينية الإسلامية فهو يسجل ما يدور بينه وبين علماء اليمن أو مسؤوليها الكبار فى هذا الشأن. وقد استغرب أكثر من مرة عندما وجد الكثيرين من رجال الدين ناقشهم يحيطون بالكثير من العلوم العقلية الحديثة والفلسفة والنظريات الحديثة في الوجود. فها هو أحدهم (القاضي إبراهيم الحضراني) يدرج في كلامه أقوالا لروسو وهيجيل وشوبنهاور (ص48-54).
أما القاضي أحمد السياغي فيقول المؤلف “إن الشيوعية ضد كل ما تعتقد فيه” فهي ليست بقوة حتى نستطيع أن نحاربها بقوة ظاهرة مثلها “
إن الشيوعية تثير الأبناء ضد الآباء والبنات ضد الأمهات ولذالك لا نستطيع أن نتغلب عليها إلا بواسطة قوة روحية أكبر منها (25-26).
أما المشاكل التي تواجه اليمن فهي اثنتان بالنسبة له. الأولى تتعلق بالتقسيم الموجود على أساس طائفي وهو يلوم الجيل اليمني من محاولته تجاهل هذا الاختلاف والتقسيم، وإلصاق التهمة بالنفوذ الأجنبي فى إيجاد تعميق هذا الاختلاف. ويقول المؤلف إن الاختلاف موجود وتشهد بذالك القرائن والوقائع التاريخية عبر القرون وإن الطريقة الصحيحة لمعالجة هذه المشكلة ليست عن طريق التهوين منها أو تجاهلها (ص12-13)
أما المشكلة الثانية فهي فيما يتعلق بعدن والإمارات وعلاقة اليمن بالإنجليز. يقول المؤلف ((يجيب أن نؤكد هنا أن محميات عدن كانت تابعه لليمن جغرافيا وعرفيا. لقد كانت اليمن تحت سلطة الدولة العثمانية وكان شيوخ ورؤساء الإمارات شبه مستقلة بالرغم من أنهم تابعون لليمن اسميا (ص69).
أما عن علاقة الإنجليز فهي كالعاده متوترة. وينقل المؤلف بعض ما دار بينه وبين رجال القبائل ((لو كان الإنجليز يحاربوننا برجال أمثالنا وجهًا لوجه لكنا اعتبرنا هذه الحروب حروبا شريفة حتى لو خسرنا في المعركة “َمع أن ذلك بعيد الاحتمال. أما أن تستعمل الطائرات ضدنا ونحن عزل منها فهدا منتهى الجبن. لا شك أن الله سيعاقبهم على أفعالهم هذه وإن أمامنا سيجد سلاحًا يجعل طائراتهم دون فائدة) (ص1)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى