رأي

أحاديث حضرمية .. من بعد نظرة عين

حضرموت حُرّة/ بقلم: عوض سالم ربيع


حين قرأت لأدهم شرقاوي .. وقر في ذهني أن الرجل قرأ سنوات عشر دون أن يكتب سطرا واحدا وكتب السطر الاول بعد عشرة كاملة.. لأن الثقافة في نظرنا بنطلون ونظارة وكرفتة وشميز مكوي .. الثقافة في الأساس هي نظرة ولا علاقة للعين بها إنما العين بؤبؤ وشبكية وقرنية ..كان عمر بن أبي ربيعة حين أحس بدنو أجله يتضرع إلى الله باكيا فقيل له أتدعو الله وقد كنت ما كنت .. فمسك بإزار قميصه وقال والله ما فككته عن حرام .. من هنا تبدلت نظرتنا عن شاعر الغزل الشهير 6 درجات بمقياس رختر .. كذلك نظرة التربية إلى المتعاقدين بأنه لا يحق لهم الإضراب .. ونظرتنا نحن لهم بأن ما يتقاضونه في الشهر  قيمة 4 كيلو لحم صومالي.. لأن المتعاقدين وقعوا على العقود وهم مغمضين ناهيك عن الاطلاع على بنود العقد .. مصيبتنا عدم إلمامنا بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة .. قال أبو علي القالي في أماليه إن رجلا استأجر صاحب تكتك ليجلب له حطبا لأن الغاز معدوم .. وحين أفرغ صاحب التكتك الحمولة سقط من حشكته شبط قات فناوله الشاري وقال له أهذا الشبط لك قال بلى ولكن لماذا أعطيتني إياه ولم ترمه بعيدا عني قال الشاري لو رميته بعيدا عنك لاشترت بأجرة الحطب شبط قات بديلا عنه وخليت أهل دارك سحورهم بصل .. هنا النظرة اختلفت لم يقل الشاري لصاحب التكتك ما حشمت حتى رمضان وعادك تخزن .. قال صاحب الأمالي ومن يومها بطل بتشديد الطاء صاحب التكتك في القات .. لكن الذي تتفق فيه العين والنظرة معا هو أن تقول الحكومة معنا زيادة للموظفين والمتقاعدين والمتعاقدين حينها  يصبح الكلام كله هلس..
نحن بحاجة إلى رجل كفرج بن غانم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى