أحاديث حضرمية .. الكركسة
حضرموت حُرّة/ بقلم: عوض سالم ربيع
الكركسة ….يظن سامعها أنها لفظة عامية .. وهي فصيحة صحيحة .. والمكركس الذي ولدته أمةٌ بفتح الميم أو ولدته أمه .. قال الرائي عبدالله البردوني النشاد بتشديد الشين في قريتنا ينشد ويكورس الحاضرون بعده .. إذن فالكورس هم المنشدون بعد المنشد .. والكورس أيضا جمع الشيء إلى بعضه .. كورس دخان .. والتكركاس باللهجة الشعبية الحضرمية هو الممازحة والإضحاك ولا علاقة له بكاركاس عاصمة فنزويلا .. والكراكيس دمى كنا نتلهى بها صغارا أو ما يطلق عليه بمسرح العرائس .. والكركوس الدمية المصنوعة من القماش لولد أو بنت .. ومن هنا جاءت صناعة الهنادي لعبة للأطفال .. وهنادي إسم امرأة مثل هنادي النجار المذيعة بتلفزيون دولة الكويت .. بعدها انتقلت الكراكيس من الصغار إلى الكبار فالذي يتم تسييره من الخلف حاكما أو قائدا كركوس لكن الأخير يتمسكن حتى يتمكن ونصبح في النهاية نحن الكراكيس وليس هو.. لهذا إذا اشتدت الكركسة وزادت عن حدها يجأر المكركس به بالشكوى فيرد عليه صاحبه دلا نتكركس معك ..
لكن الكركسة في معناها المعاشي طلعت 10 ريال في الصرف زادت 700 في القنطبة حق الرز .
والأدهى من ذلك أن الرجال الذين كرسوا حياتهم في خدمة الوطن تكركسوا بهم .. وهم أكثر عرضة للتكركاس بضآلة معاشهم التقاعدي.
نحن بحاجة إلى ملثم.