﴿المعلم﴾ وأحواله في “رمضان”
حضرموت حُرّة/ بقلم: أحمد باحمادي
” انتصف الشهر ولم تأتِ رواتبنا للشهر الماضي إلى الآن .. رمضان مع الناس .. لو تكرمت تكلم في هذا الموضوع ” .. بمثل هذه الرسالة المقتضبة وأشباهها ناشدني كثير من المعلمين ( المتعاقدين ) إذ دخلوا عليّ في الخاص خلال اليومين الفائتين..
المعلم وحاله في رمضان .. قصة تئن منها الجبال وتعجز صخورها الصمّ عن احتمالها .. فعلى الرغم من تسلّم المعلمين الأساسيين لرواتبهم فإنها قد ذابت كالثلج في جحيم الوضع الراهن .. وتبخرت تبخّر الماء في قدر فوّار ..
المعلمون ( المتعاقدون ) فيهم أصحاب أسر وأطفال والتزامات كثيرة .. وهم في حاجة ماسة إلى ضرورويات الشهر الفضيل .. لكن لا مجيب لشكواهم ..
فالأغنياء والميسورون والبيوت التجارية الكبيرة مع كثرتهم في حضرموت .. إلا أنهم يبخلون على معلميهم بشطر سلة غذائية .. لا معتبرين إياها صدقة أو إحساناً منهم .. بل يمكن لهم إخراجها حتى كزكاة لأموالهم ..
واقع مؤلم وحال أصابته الوحلة .. وهو يتساءل : ماذا فعلتم بالمعلم .. وكيف أوصلتم حياته إلى هذا القاع المزري .. ؟!!*
منهم من يبيع ( الأندومي ) ومنهم من يجمع علب البلاستيك الفارغة .. ومنهم المُباشر في مطعم .. والعامل في بسطات العرض .. وغيرهم الكثير والكثير ..
ثم يأتيك من يتساءل عن سبب إضراب المعلمين .. ومَنْذا يقف معهم ويدعمهم في الخفاء .. ولا يدرون أو ربما يتعامَون أن جوع أولادهم وصياح أطفالهم الرضّع .. والديون التي تلاحقهم في الدكاكين والصيدليات .. وحرمانهم من أبسط متع الحياة هي أسباب وجيهة لإضرابهم .. بل وحتى صمودهم وثباتهم ولو لسنوات قادمة ..
مع تأخير الرواتب وقلّتها وضآلتها يجد المعلم صعوبة لا يعلم بها إلا الله في تدبير قوت يومه .. قضية أوجعت نفسياتهم ولا زالت تأخذ من وهج أرواحهم الكثير ..
منهم من انطفأ سراج حياته حسرة وتعباً .. ومنهم من ينتظر .. لكنهم عازمون على التغيير وما بدّلوا تبديلاً ..