يا مرحباً بكم
في حضرموت
حضرموت حُرّة/ بقلم: محمد أحمد بلفخر
يا مرحباً بكم في حضرموت هذه العبارة سيقولها لك أي حضرمي عندما تطأ قدميك على أي شبرٍ من أرض حضرموت وسيقولها أي باحثٍ في تاريخ حضرموت عندما يتحدث عن ذلك التاريخ العظيم لتلك الأرض الطيبة التي عاشت فيها أقوام متعددة منذ بدايات البشرية الأولى منذ عهد سيدنا نوح عليه السلام وفترة ما بعد الطوفان ..
عاش في حضرموت قوم عاد الذين أرسِلَ لهم نبي الله هود عليه السلام وأن الفئة المؤمنة التي عاشت بعد هلاك عاد هم من بقايا إرم عاد وسمّو هود إرم ثم تحل النطق بعد إضافة الواو والتاء الى حضرموت وبعدهم الكثير من الأمم في كل القرون الغابرة فكانت لهم حضاراتهم ودياناتهم المتعددة، حتى أنعم الله على تلك الأرض وسكانها بنور الهداية المحمدية قبل أربعة عشر قرناً فترك أقيالهم وقادتهم ملكهم وتخلوا عن مكانتهم طواعية ودخلوا في دين الله أفواجاً وكانوا في مقدمة الصفوف في جيوش الفتح الإسلامي في العراق والشام ومصر وشمال افريقيا والأندلس المفقود، وكان التميز من الصفات الملازمة للكثير من أبناء كندة وحضرموت على مرّ التاريخ في العصور الإسلامية الأولى وخاصة في فترات الخلافة الراشدة.
ورغم ما مرّت به الأمة الإسلامية من عصور انحطاط في فترات زمنية طويلة إلاّ أن الخيرية بقيت في السلالة الحضرمية وشهدت بذلك تلك الأقطار البعيدة في جنوب شرق آسيا وشرق افريقيا والهند التي وصلها المهاجرون الحضارم فكان لهم دورٌ كبير في نشر الإسلام في أوساط تلك الشعوب التي لم تكن تعرفه فأقبلت على دين الإسلام نتيجة التعامل الحسن من هؤلاء المهاجرين القادمين إلى بلادهم.
فكم هم محظوظين أولئك الأوائل الذين كانوا سبباً في دخول الملايين في دين الإسلام سيكون جزاؤهم الدرجات العُلى في جنات عَدْنٍ عند مليكٍ مقتدر.
وحتى العصور المتأخرة التي شهدت الكثير من الانحرافات لدى بعض الشعوب فقلما تجد حضرمياً خرج عن جادّة الطريق وإن حصل من البعض وهم قِلّة، إلا أنهم سرعان ما يعودون ولا يصرّون على الخطأ وقد سمعت عن بعض الشخصيات الذين كانوا من كبار المنظّرين للاشتراكية العلمية وساهمت في كثير من الجرائم التي لحقت بحضرموت على يد رفاقهم ولربما ارتكبوا من السلوكيات المشينة ما الله به عليم، فختموا حياتهم فيما بعد بالمحافظة على الصلوات المفروضة والنافلة وصيام الفرض والتطوّع.
وأخبرني شخصٌ ثقة يقيم في أحد العواصم العربية عن أحد المليارديرية من ذوي الأصول الحضرمية يسهر معه في زياراته لتلك العاصمة وجمعٌ من مرافقيه في حفلات أفخم الفنادق ولسان حاله يقول كما قال الشاعر (با شوف بالعين ما با شل شيء في ثباني)
وقبل أذان الفجر يتوجهون للجامع للصلاة هذا مثالٌ لبقايا الخيرية التي زُرِعتْ فيه وتأبى أن تفارقه،
ونسأل الله حُسن الخاتمة.
يا مرحبا بكم الكلمة الترحيبية التي تربينا عليها وألِفناها عند استقبال ضيف أو مقدم زائر اخترتها لتكون البداية في الحلقات التي سوف نبثها عبر قناتي الجديدة على اليوتيوب ((بودكاست الفخر مع بالفخر))
والتي بثينا البارحة أولى حلقاتها وآمل أن تكون بداية موفقة، وسنجتهد من خلالها في تقديم بعضاً من التاريخ الحضرمي ومن مصادره الموثوقة لنساهم مع من سبقنا في هذا الجانب في محاولة لإخراج الدُرر الكامنة في أعماق هذا التاريخ،
لعلّ أن تأتي في قادم الأيام دولة وطنية تخرج تاريخ حضارة حضرموت وتضع حضرموت في مساوات الدول الأخرى إن لم تكن في مقدمتها كما قال الباحث السوري الدكتور محمد معروف الدواليبي رحمه الله الذي قال ان حضرموت اسماً مركباً معناه موطن الحضارة وإن مشكلة حضرموت عدم وجود دولة وطنية تخرج تاريخها للعالم لتكون في مقدمة الصفوف بما اكتنزه ذلك التاريخ من حضارة عظيمة.
وبرنامجنا الذي أعلنّاه ليس معناه أننا سنأتي من خلاله بما لم يأتي به الأوائل، لا طبعاً بل هي محاولة نسأل الله أن يوفقنا فيها للخير والسداد،
ونأمل ممن تابعنا المشاركة والنشر وابداء الرأي والتوجيه وإفادتنا بأي معلومة ستخدم برنامجنا ومشاهديه.
خاتمة شعرية منقولة:
وحضرموت كتابٌ لا حدودَ له
وموئلٌ يتهادى بالمرؤاتِ
الصدقُ والنبلُ والإيثارُ معدنها
والعزُّ والمجدُ بل كُلّ البطولاتِ